رشا ضاحي تكتب: “رحلة” (2) اسم الرب
نستكمل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم “الرب”، وهذا الاسم الكريم هو من أصول الأسماء الحسنى التي ترجع إليها كثير من الأسماء لأنه متضمن لصفات الخلق، والرزق، فهو سبحانه الذي يخلق و يعطي ويرزق بغير حساب.
وذكر ابن القيم رحمه الله: أن هذا الاسم الكريم (الرب) له الجمع الجامع لجميع المخلوقات، فهو رب كل شيء، وخالقه، والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السموات، والأرض عبد له في قبضته، وتحت تصرفه
إنه سبحانه وتعالى الذي يربي عباده بنعمه تربية مادية بالأغذية، والأقوات، وتربية روحية بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، والشرائع التي تهذب نفوسهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، وترتقي بإنسانيتهم، وكرامتهم، فيكون الإنسان على أكمل الأحوال وأحسنها.
فانتبه أيها المسؤول عن تربية النشء فلا تفرط في أي قسم من أقسام التربية.
وفي القرآن الكريم نجد أن أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام سألوا الله حاجتهم في أوقات الشدة بهذا الاسم الكريم فسأل نوح عليه السلام النصر فقال:
﴿وَقالَ نوحٌ رَبِّ لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّارًا﴾ (نوح: ٢٦)
وسأل أيوب عليه السلام الشفاء فقال ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾ (الأنبياء: ٨٣)
وسأل زكريا عليه السلام الذرية مع إنعدام الأسباب المادية فقال: ﴿وَزَكَرِيّا إِذ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ﴾ (الأنبياء: ٨٩)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بقوله: ” لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم”.
إن هذا الاسم الكريم يدعو إلى السكينة والطمأنينة لأن في ثنايا معناه تشعر أنك ترمي كل حملك وهموك على الرب السيد المدبر فلا تخاف من شئ .
“كم من مرة هتف القلب
لا كرب وأنت رب
فجاء الأمر منك يا رب
فانكشف الكرب “.
حتى نلتقي دمتم في رعاية الله