لمى المفتى تكتب: يوما.. أو بعض يوم
لكل إنسان في هذه الحياة ألبوم صور محفور في داخله.. يطلق عليه اسم: مشوار الحياة.
ويعتبر هذا الألبوم كـ “شريط سينمائي” ينقله بين الماضي والحاضر.
فمن منا لا يجالس خلوة ذاك الشريط الزمني وما يعرضه عليه من ذكريات مرسومة في مخيلته، أو مدونة كالكتاب في الذاكرة ؟!.
فهى جنو الحياة من العسير، واليسير من التجارب الوجدانية التى خضناها في معترك الحياة.
تلك الصورة تنقلنا برحلة نتذكر فيها اللحظات فإما أن نشعر بالسعادة أو تنقلنا الى عالم الحزن والألم.
وحالنا والذكريات يشبه الشمعة، ما أن تثير الساكن حولها فتراها تلتهب، فتحرق مافي نفوسنا أو تنير لنا فكره غابت عن عقولنا أو أن تخمد وتعاود السكون الى أن تنطفئ وتنتهى يوما ما.
لكن ليس من الصحيح أن نتعامل مع هذه الذكريات على أنها حرز شخصي.
فهي قيمة كقيمة الإنسان بحد ذاته، وهي كنزه الذي يجب أن يورث ما بين الأجيال، لأنها دروس الحياة التى إكتسبها مع الزمن.. ويجب أن نعلّمها لأبنائنا.. وهي أيضا ما اكتسبناه من أسلافنا وأجدادنا من العادات والقيم التى ربما فرضت أيامنا الحديثة ماهو مختلف معها.
ويجدر بنا ألا نجعلها تندثر في نفوسنا فإنعاشها ربما يعيد إلينا شعور طيب كنا قد افتقدناه.
كتلك التى تأخذنا الى أيام طفولتنا، وأماكن اللعب واللهو، وتلك البراءة، فنراها كصفحة بيضاء، أو كنافذة مشرفة تعيد إلينا الهواء المنعش والشعور بالبهجة والجمال والحياة.
وهذا الإحساس يفرض نفسه علينا دون أن نختار، فحياتنا ماهي إلا لحظة تنقلنا من عالم إلى عالم، ولربما تنقلنا إلى بعض الظروف الصعبة وذكرياتها، فلا تجعلها تعيد إليك الشعور بالانكسار والضعف، بل يجب أن تجعلها حكمة، أو تكون مفترق طريق المستقبل الواعد.
ويجب أن نؤمن بأن ما حصل هو فعل مشترك ما بين الزمان والمكان، فلا الزمن توقف، ولا أنت وحالك اليوم في نفس المكان، في هذه اللحظة يكمن التحدي بينك وبين قدرتك على الانتقال الفعلي لحاضرك وما هو قادم.
والأجدر بنا أن نقلب الصفحة، وننتقل إلى موضوع جديد، فالحياة ملىء بالعقبات، ولو توقفنا عند زمن معين لن نستطيع أن نكمل مسيرتنا مع ركبها.
ويجب أن نعلم أن ماضينا هو ليس صخرة ثقيلة، نحمله على صدورنا، وإنما هو تلك التى تحيط بنا فتجعلنا، أكثر صلابة وقوة.
فلا تقف طويلا على الأطلال.. فحياتنا مشوار طويل وإن بدت أنها يوم أو بعض يوم.