طارق متولى يكتب: جرائم قتل نفسية
معروف أن من يقتل إنسانا يٌعاقب قانونا فى جميع الشرائع والقوانين بدرجات متفاوتة حسب طريقة القتل، ودرجة التعمد وغيرها من الملابسات والظروف.
لكن هناك جرائم قتل لا يحاسب عليها أصحابها ولا يعاقب عليها القانون جرائم قتل حقيقية ربما تتعدى فى بعض الأحيان جرائم القتل العادية المعروفة بإزهاق روح إنسان.
جرائم قتل نفسية يقتل شخص شخص آخر حرفيا ويحطمه دون أدنى مسؤولية قانونية.
أول هذه الجرائم النفسية أو المعنوية تحدث عن طريق الحسد.
كم من جرائم قتل تتم عن طريق الحسد، والقتل هنا قد يكون حقيقى بموت الجسد أو موت على قيد الحياة، يمرض فيها المحسود، أو يفقد ماله، وعمله، وأسرته، وتتعثر حياته، بسبب الحسد.
وعلى الإنسان نفسه كما يحتاط أن يصيبه أحد بسلاح مادى يؤذيه فى بدنه أو يقتله أن يحتاط أيضا ألا يصيبه أحد بسلاح معنوى بالنظرة والحسد فيصيبه فى جسده وحياته فيمرضه ويقتله.
ورسول الله صلى الله عليه عندما رأى أحدهم يحسد آخر عندما شاهده وهو يتوضأ فأعجب بحسن جلده فقال ما أجمل هذا الجلد فوقع المحسود واضطربت حالته فقال صلى الله عليه وسلم: ( علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه شىء يعجبه فليدع له بالبركة ).
لقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، فعل الحسد بالقتل فى قوله: “علام يقتل أحدكم أخاه” وأمر من يعجب بشىء من أمر الناس أن يدعو له بالبركة فلا يحسده ولا يحنق ويحقد عليه.
ثانى هذه الجرائم تحدث عن طريق الكلمة وهى أن كانت أقل قوة من الحسد إلا أنها احيانا تصادف نفس رقيقة أو ضعيفة فتقتل صاحبها أو تسبب له مشاكل كثيرة. نحن نرى عندما يسب إنسان إنسان آخر أو يهينه كيف تثور ثائرته وربما يرتكب من الفعل ما يدمر ويقتل بسبب هذا السباب ‘ ناهيك على تأثيرها النفسى القاتل لمن وقع عليه السب أو الإهانة اوالسخرية وكم من أناس أصابها امراض وإكتئاب بسبب كلمات قاسية وجهت لهم أو بسبب سخرية البعض من شكلهم وملابسهم وأحوالهم.
ثالث هذه الجرائم تحدث عن طريق الخيانة.
وطعن النفس بالغدر عندما يفقد إنسان كل معانى النبل والأمانة فيخون من ائتمنه ويغدر بمن أكرمه وهذا الأخير يعيش فى مأمن وثقة أنه لا يمكن أن يصيبه أذى من ناحية من وثق بهم من ناحية من يعتبرون أهله واحبائه وأصدقائه فإذا به يفجع فيهم
ويتلقى منهم طعنة تزلزل حياته وتدمره وتقتله ‘ وواجب على الفرد أن يقوى نفسه ويهذبها ويعالجها كما يقوى بدنه ويحافظ عليه ويعالجه لمواجهة هذه الجرائم ومنعها ومنع الوقوع فيها.
ربما هذه الجرائم لا يعاقب عليها القانون ولا يتوصل لفاعليها على وجه الدقة لكن حسابها وعقابها عند الله عسير فى الدنيا والآخرة فلا تجد اي من هؤلاء الحاسد أو الحاقد أو الساخر والخائن يوفق فى حياته ابدا ‘ ويعرض نفسه دائما لغضب الله والملائكة والناس أجمعين.