“دماغ” أينشتاين التى حيرت العلماء حيا وميتا.. لماذا لم تصحبه إلى القبر بعد موته ؟!
كتبت- أسماء خليل
هناك كثير من الظواهر يقف المتأمل أمامها مُقيد الفكر مندهشًا، ومنها تلك العبقرية التي يمنحها الله لخاصة من البشر، وهنا يتساءل المرء: هل أدمغة تلك العباقرة تحتوي على خلايا عصبية مختلفة عن سائر المخلوقات؟!..أم أن مناطق الإدراك والتفكير والتذكر مرصوصة بشكل مختلف مقارنةً بباقي الأدمغة البشرية؟!.. وتلك الأسئلة من المؤكد أن العلماء سألوها لأنفسهم من ذي قبل، و حتمًا وضعوا تلك الظاهرة تحت الدراسة.. وكانت عبقرية أيناشتين هي أكثر لغز حير العالم.
وما بين التخمين والحقيقة، تظل هناك خبايا لا يعلمها إلَّا خالقها، إذ أنه مهما تقدم العلم فسيظل عاجزًا أمام تفسير بعض الظواهر.. إنما يرتقي العلماء إلى منابر العلم بقدر علمهم، ولو صعدوا بقدر جهلهم لبلغوا عنان السماء.
سلوك أيناشتين
إنَّ لدينا موروثات فكرية قد استقيناها من خلال دراسة علم النفس، وهي على سبيل المثال أن الطفل الذي يتأخر بالمشي والنطق هو طفل أقل ذكاءًا من أقرانه، وهذا بالفعل ما رآه علماء النفس من خلال إجراء الفحوصات لعينات عشوائية من الأطفال، ويتضح على العكس تمامًا مع أينشتاين الطفل؛ إذ قالت أسرته للصحافة إنه تأخر في المشي والنطق، بل والأكثر أن المقربين منه كانوا قلقون من أنه قد لا يتعلم الكلام أبدا.. أوليس هذا يدعو للدهشة حقًّا؟!
وكذلك من الظواهر الاعتيادية التي نراها بشكل مستمر، هي أن الطفل المتفوق دراسيًّا، وخاصة في القراءة والكتابة هو الأكثر ذكاءًا وعبقرية، وأيضًا يتضح العكس مع الطفل أينشتاين؛ إذ أنه كان يواجه صعوبات كبيرة في الكتابة، مما دعا أسرته للتفكير في كونه يعاني من اضطراب القراءة المرضى.
ربما يكون الاختلاف سمة من إحدى سمات العبقرية؛ فلم ترقَ دراسة العلوم الانسانية لآينشتاين ابدا، وحسبما قالت شقيقته، فإن مدرس اللغة الاغريقية وبخه مرة وقال له إنه لن يصبح شيئا في حياته، بل والأكثر أنه رسب في امتحان الدخول الى الجامعة، واضطر للعمل ككاتب بسيط في إحدى المكاتب.
من هو أينشتاين. وماذا قدم للبشرية ؟
اسمه ألْبِرْت أينْشتاين، ولد في مارس 1879، وتوفي في أبريل 1955، عالم فيزياء ألماني المولد، وبعد ذلك تخلى عن الجنسية الألمانية لاحقا، وأصبح سويسري وأمريكي الجنسية، من أبوين يهوديين، تزوج وأنجب ثلاث أبناء هم ليسيرل وهانز وألبرت، كان مخترعًا عبقريًّا وكان عضوًا في العديد من الجمعيات والأكاديميات مثل الجمعية الملكية، والأكاديمية البروسية للعلوم، والأكاديمية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، وأكاديمية لينسيان، والجمعية الأمريكية للفلسفة، والأكاديمية البافارية للعلوم والعلوم الإنسانية….إلخ.
قدم ألبرت أينشتاين للبشرية الكثير من المخترعات والاكتشافات العلمية الهامة في علم الفيزياء والفلك، حيث تُعد من أكثر الاكتشافات أهمية في التاريخ، والتي ساهمت في تطور البشرية، ومن أهمها النظرية النسبية الخاصة، وهي إحدى النظريات المساهمة في تشكّل الفيزياء الحديثة، التي أثبت آينشتاين من خلالها ترابط الزمان والمكان، وكذلك النظرية النسبية العامة أهمّ اكتشافات آينشتاين العلمية، وهي عبارة عن نظرية تتمحور حول صياغة عدد من قوانين الجاذبية التي تعود إلى القرن السابع عشر والتي غيّرت مفهوم الكون والتعامل معه وطرق دراسته، وأيضًا نظرية التأثير الكهروضوئي، وهي النظرية التي تثبت وجود الفوتونات التي تُعبر عن الضوء، وطريقة انتقالها وتأثيراتها على الأجسام الموجه نحوها.
إسهامات أينشتاين كثيرة جدا، ومنها أيضًا الربط بين الكتلة والطاقة، ونشره العديد من البحوث العلمية، مع انخراطه فى العمل في المجال الأكاديمي حيث حقق انجازات فريدة في الفيزياء، وحاز أينشتاين على جائزة نوبل في عام 1921.
دماغ أينشتاين وسبب عدم أصطحابها مع باقى جسده بعد موته إلى القبر.
اعتقد البعض أن تركيب دماغ أينشتاين غير طبيعي، ولكن يقول العلماء إن كل ذلك محض تخمين، وأنه من الصعوبة بمكان إثبات وجود أي علاقة بين تركيب دماغ آينشتاين وعبقريته، وذلك لأن أدمغة البشر مختلفة بشكل طبيعي.
وعندما توفى ألبرت آينشتاين فى عام ١٩٥٥احتفظ اختصاصي بعلم الأمراض يدعى توماس هارفي بدماغ آينشتاين، وقام بتشريح جثته في مستشفى برينستون، وخلال هذه العملية الجراحية، سرق مخ أينشتاين، بطريقة غير قانونية، ثم نقله إلى جامعة بنسلفانيا، وقسمه إلى قطع، بغرض إجراء أبحاث طبية عليه.
ثم قام بإجراء التصوير والفحوصات من كافة الزاويا الممكنة بعدما وضعه في محلول فورمالدهيد.
وعندما توفى هارفي، تم الاحتفاظ بمخ أينشتاين في متحف في ولاية نيو جيرسي الامريكية.
وبعد إرسال عينات من مخ أينشتاين الى مختبرات في شتى ارجاء العالم، توصلت الأبحاث إلى أن دماغ آينشتاين تتميز بأن خلاياها العصبية مرصوصة بشكل غير طبيعي الأمر الذي ربما اتاح له التعامل مع المعلومات بشكل اسرع من سواه.
كما كانت المناطق المسؤولة في دماغه عن إدراك المكان والتفكير الرياضي أكبر من الحجم الطبيعي.