لوحة الموناليزا السر الغامض.. لا تقدر بثمن

كتب: أحمد عمر

لوحة الموناليزا لـ ليوناردو دافنشى، منذ حوالي 500 عام، لطالما أثارت إعجاب الزائرين، فهي ستظل التحفة الفنية التى سيتوارثها الأجيال سنة بعد الأخرى، ولا يستطيع أحد أن ينكر سحر وغموض الموناليزا، لهذا لم يتوقف الباحثون عن إجراء الدراسات المتنوعة حول هذه اللوحة.

رسمها فنان عصر النهضة “ليوناردو دافنشي” في بدايات القرن السادس عشر، ورغم مرور ما يقرب من خمسة قرون مازالت الموناليزا بابتسامتها الساحرة التي تستعصي على التأويل.

رسمها دافنشي على الخشب السميك وليس القماش، واستخدم في رسم اللوحة أكثر من ثلاثين طبقة طلاء، وكان ستة من الموسيقيين يعزفون له من أجل الحفاظ على استرخائه خلال الرسم، كما قام بتركيب نافورة موسيقية اخترعها بنفسه بالقرب منه.

اجتمعت الآراء على أن اللوحة التي رسمها الإيطالي ليوناردو دافنشي، أنها لسيدة تدعى موناليزا دي أنتينو زوجة أحد كبار تجار الحرير الإيطاليين، وقد طلب زوجها السيد فرانسيسكو ديل جيوكوندا من دافنشي أيرسم له صورة زوجته الثالثة تعبيراً لها عنه حبه.

استمر رسمها مايقارب 7 أعوام حيث بدأ دافنشي رسمها في عام 1503 وإنتهى منها تماماً في عام 1510، ولكن التاجر النبيل وزوجته لم يظهرا بعد إنتهاء دافنشي منها، فعرضها الفنان الإيطالي بأحد المزادات الفرنسية وذلك في عام 1516م، وفي ذلك الوقت قام الملك فرانسيس الأول بشرائها ووضعها بقصر شاتوفوه، وعقب وفاته نقلت اللوحة إلى قصر فرساي، وتلاحقت الأحداث فعقب الثورة الفرنسية يقال أن نابليون بونابرت قام بأخذ هذه اللوحة وعلقها بغرفة نومه الخاصة، وتتابعت الأزمنة على هذه اللوحة التي وبالرغم من توالي العصور عليها إلا أنها مازالت من أهم وأندر القطع الفنية العالمية، وقد إستقر بها المقام لتوضع بمتحف اللوفر بباريس عام 1815،وتعد من أهم وأغلى، وأقيم مقتنيات المعرض.

وتظهر المرأة في اللوحة من دون حاجبين، اعتقد بعض النقاد أن دافنشي لم يرسم الحواجب وبالتالي فالموناليزا تحفة غير مكتملة، ولكن في عام 2007 أكد مسح رقمي على اللوحة أن دافنشي رسم الحاجبين فعلا، ولكنهما اختفيا مع مرور السنوات أو أزيلا عن طريق الخطأ أثناء عمليات الترميم.

ومن يشاهد لوحة الموناليزا ربما لا يلاحظ التشويه الصغير الموجود بجوار الكوع الأيسر، والسر وراء هذا التشوية أنه في عام 1956 قام رجل يدعى أوغو أونغازا بإلقاء حجر على اللوحة، وأدى ذلك إلى تلف رقعة صغيرة من الطلاء بجوار الكوع الأيسر، وهو ليس الهجوم الوحيد على اللوحة.

ويتم تأمين اللوحة في ظروف صارمة للغاية، فهي محفوظة في غرفة محصنة تم بناؤها خصيصا لها بمتحف اللوفر ومغطاة بزجاج واق من الرصاص، وتأمين اللوحة يكلف المعرض 7 ملايين دولار، ولذا يقال ان لوحة الموناليزا باللوفر تقبع في أجمل سجون العالم وأكثرها تأمينا وتكلفة.

في أحد أيام عام 1911 استيقظت فرنسا على خبر مروع، وهو سرقة لوحة الموناليزا ولم يتم اكتشاف السرقة إلا في اليوم التالي، وقد أصيبت فرنسا كلها بالحزن، وقد سرقها موظف إيطالي وكان يرى أن اللوحة يجب أن تعاد إلى موطنها الأصلي في إيطاليا، وأخفاها في شقته لمدة عامين وتم القبض عليه وأعيدت اللوحة إلى اللوفر عام 1914.

أجرى فريق بحث علمى من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، دراسة جديدة حول ابتسامة الموناليزا، قائلين إنه على مر القرون، كان محبو الفن والنقاد تحيروا فى لوحة الموناليزا لـ ليوناردو دافنشى وهل هى تعطى نظرة وابتسامة طفيفة – أم أنها تكشيرة.

وأوضح فريق البحث، أنه من خلال التجارب على الإدراك البصرى وعلم الأعصاب، اكتشفوا أن عواطفنا هى التى تؤثر على مشاهدتنا اللوحة ففى وقت نراها مبتسمة ووقت أخرى نراها خزينة، جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة ديلى ميل البريطانية.

يأتى الناس من جميع أنحاء العالم لزيارة متحف اللوفر،  وعلى وجه الخصوص، للتحديق فى اللوحة الأكثر شهرة لـ دافنشى، وبالعودة إلى عام 2005، قام علماء فى أمستردام بهولندا بوضع وجه الموناليزا من خلال برامج التعرف على المشاعر.

ووفقا للدراسة فإن تقديرها هو 83% سعيدة،  9% غاضبة،  6 خائفة، و2% مزج بين الحزن والسعادة، وأكدت بذلك ما قاله الصحفى والكاتب والتر أنداسون عن اللوحة: إن “الموناليزا بالنسبة لى هى أعظم لوحة عاطفية على الإطلاق.

واحدة من أثمن وأقيم وأغلى اللوحات التي عرفها تاريخ الفنون، لوحة الموناليزا التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، وعرفت في أوساط الفنانين بشفرة دافنشي، حاول الناقدون والمبدعون تفسير هذه اللوحة، وخلاصة ماتوصلوا إليه أنها تحتوي على جملة من الأسرار وكلما توصلوا لسر جديد وظنوا أنها النهاية يأتي محلل وناقد جديد ليكشف سراً جديداً لهذه القطعة الفنية الفريدة.

وبلغ سعر الموناليزا الموجودة ب متحف اللوفر حاليا حوالي مليار دولار، وكما يشير باحثين الآثار والفنون أن هذه القطعة الفريدة لا تقدر بثمن، وفي الفترة السابقة تم تداول الأخبار حول إمكانية بيع الموناليزا، ولكن لايبدو أن هذه الأخبار صحيحة، فهذه  القطعة النادرة تجلب ملايين الدولارات من خلال الزيارات السنوية التي تأتي خصيصاً لزيارة الموناليزا ومحاولة الإطلاع على هذه التحفة الفنية التي تم رسمها في الفترة من عام 1503م وحتى عام 1510م.

زر الذهاب إلى الأعلى