طارق متولى يكتب: أسئلة مشروعة لمعالي وزير السياحة
فى الحقيقة تبذل الحكومة المصرية جهودا حثيثة، فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بمصر الحديثة على كافة الأصعدة وفى كافة المجالات لبناء مصر جديدة.
وفى ظل التحديات الراهنة وأزمة كورونا تتابع القيادة السياسية جميع الملفات فى جميع القطاعات بدقة وعمل دؤوب لضمان سير العمل على النحو الأفضل، وتحقيق الأهداف والنتائج المرجوه فى كل قطاع .
ومن ضمن هذه الملفات والتى له أهمية كبرى لما يمثله من دخل قومى وقطاع عريض من العاملين والمتعاملين مع هذا القطاع من المصريين ومن الأجانب، وهو ملف السياحة الذى تدعمه الحكومة المصرية بشكل كبير فى ظل أزمة توقف السياحة الدينية وانخفاض أعداد السائحين الوافدين إلى البلاد.
تحاول الحكومة، بقدر ما تستطيع تذليل العقبات ومساندة المستثمرين فى هذا المجال والنهوض بملف الصحة، وخاصة فى ظل أزمة وباء “كورونا” الحالية، وكذا النهوض بشبكة الطرق والكبارى والفنادق الجديدة، والمضى قدما فى إنشاء المدن السياحية الجديدة التى يتم بناءها على أحدث الطرز، وأعلى المستويات لتنافس الدول الكبرى فيما يخص السياحة.
مجهود كبير وجبار لا يسعنا الحديث عن جميع جوانبه فى مقال لكن حسبنا ما ذكرناه آنفا، وننتقل منه لما أريد أن أنبه عليه فى الآتى:
فى إطار الملف والموضوع كنت أتابع لقاء السيد وزير السياحة خالد عنانى على قناة “صدى البلد” أمس الأحد 13/5 من خلال برنامج “على مسؤوليتى” وحديثه المهم الذى استعرض فيه خطة الوزارة للنهوض بقطاع السياحة.
واستوقفتنى ما ذكره السيد الوزير من أن وزارته قد تعاقدت مع تحالف إنجليزى كندى متخصص فى وضع الاستراتيجيات والدراسات، وذلك لعمل استراتيجية للوزارة “وزارة السياحة المصرية” للترويج للسياحى لمدة ثلاث سنوات، تبدأ من شهر أكتوبر 2021 المقبل إلى شهر أكتوبر 202.
وكما قال سيادة الوزير بالحرف إن “هذه الاستراتيجية سوف تقول لهم “وزارة السياحة المصرية” ماذا يقولون فى الأسواق السياحية المستهدفة عن المنتج السياحى المصرى والفئات التى يجب مخاطبتها مثل كبار السن أو الشباب”.
ثم بعد ذلك سوف يتم التعاقد مع شركة أخرى لتنفيذ هذه الإستراتيجية بتكلفة إجمالية تبلغ 90 مليون دولار، أى مايعادل مليار ونصف المليار جنيه مصرى، كما أخبر بذلك السيد وزير السياحة.
ونظرا لضخامة المبلغ فى الحقيقة رأيت أن من واجبى أن أطرح عدة تساؤلات.
أولا: أليس فى مصر خبراء فى السياحة لديهم القدرة على عمل هذه الاستراتيجية والدراسات المختلفة، التى تخاطب الأسواق السياحية فى الخارج عن المنتج المصرى السياحى، ومعرفة كيفية ترويجه ومخاطبة الفئات المختلفة من السائحين؟
ومصر دولة لها باع فى السياحة وليست دولة مبتدئة.
ثانيا: أليس فى مصر هيئة رسمية تحمل اسم وصفة “هيئة تنشيط السياحة” لها مكاتب على حد معرفتى فى كثير من بلدان العالم، ودورها هو الترويج للسياحة وجذب السائحين.. فلماذا تتكبد الدولة كل هذه المبالغ لعمل مثل هذه التعاقدات مع شركات أجنبية خاصة ؟
والسؤال الأخير: هل التوقيت مناسب لعمل هذه الحملة الترويجية المكلفة للغاية فى ظل ضبابية المشهد العام بسبب أزمة كورونا التى لم تنته بعد وضعف حركة السفر والسياحة على مستوى العالم ؟.
لقد رأيت من واجبى كمواطن حريص على بلدى أن أسأل ومن حق السيد وزير السياحة أن يجيب ويوضح لنا الأمر، فمن المؤكد أننا جميعا نريد الأفضل لبلدنا الحبيب مصر.