شرخ داخلى ومخاوف فى التنظيم الدولى.. الليبيون أجبروا الإخوان على تغيير اسمهم إلى جمعية “الإحياء والتجديد”

كتب: على طه


أكد خبراء، فى شئون الجماعات والتنظيمات الإسلاموية، أن خطوة تغيير اسم فرع جماعة الإخوان المحظورة فى ليبيا، والمدرجة على قائمة الإرهاب بقرار من مجلس النواب إلى جمعية “الإحياء والتجديد” أحدث شرخًا داخل التنظيم على المستويين الداخلي والخارجي.
وتم إقرار التغيير على الرغم من وجود عدد من أعضاء الجماعة رافضة له، وعلى رأسهم يونس البلالي أحد الصقور والجذريين في صفوف الاخون المسلمين، لكن عمر الوحيشي، على الرغم من إقراره بأن رفض التغيير مسألة مهمة، فى مستقبل الجماعة إلا أنه حاول التقليل من أثر هذا الرفض.
وأكد الخبراء أن هذه الخطوة تم اتخاذها إذعانا لضغوط تركيا، حيث سخرت المنظمة السابقة أو الجمعية الجديدة أجندتها لخدمة مصالح أنقرة ومشاريعها فى ليبيا والمنطقة ، في ظل توحيد الأهداف الأيديولوجية للتنظيم الدولي الذي يسيطر أيضًا على مفاصل الدولة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان.
وكان عددا من رموز فرع الإخوان المسلمين، فى ليبيا، وهم أنس التكريتي، والفلسطينيان عزام التميمي وحافظ الكرمي، والليبيان عاشور الشامس، وعمر الوحيشي، قد كشفوا عن تغيير اسم فرع الجماعة المحظورة فى ليبيا إلى جمعية “الإحياء والتجديد” لتمضى فى شكلها أو اسمها الجديد تنفذ مخطط اختراق المجتمع، بعد أن رفضها عامة الشعب الليبى.
وجاء هذا الكشف من خلال الحوار الذى دار فى لقاء جمعهم فى برنامج “حوار لندن” الذى عرضته قناة “الحوار” التى تمولها قطر في 7 مايو الماضي، وكشف ضيوف الحلقة عن صدمة داخل صفوف التنظيم الدولي للإخوان من التلون الجديد لفرع ليبيا، الذي يتنكر لبيعة المرشد ومكتب الإرشاد في مصر والذي تم نقله مؤقتا إلى تركيا، فبحسب زعم عمر الوحيشي فإنهم ينفصلون ماليا وإداريا عن التنظيم الدولي.
وخلال اللقاء المذاع دافع اللإخوانى الليبى عمر الوحيشي، عن التغيير الجديد معتبرا أنه تغييرا شكليا فقط وليس جوهريا فلا يزالون يتمسكون بنفس الفكر والمنهج الإخواني، مبينا أن إخوان ليبيا في السنوات الأخيرة باتوا منبوذين من عامة الشعب في الشارع، بعدما فضحت القنوات الإعلامية ممارساتهم، لذلك لجؤوا إلى فكرة تغيير الاسم منذ 2015 لكن نفذوها هذا الشهر، إلا أن هذا السبب لم يكن مقنعا للضيوف، ورأى الشامس أن أزمة الإخوان تعد أزمة هوية داخلية.
ومن جانبه فقد كشف أنس التكريتي ، المصنف على أنه زعيم “ذراع مخابرات” لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، عن وجود انقسام في صفوف الإخوان بعد قرارهم الأخير ، قائلا إن البعض يصر على التمسك بالاسم القديم.
فى حين أعرب حافظ الكرمي، القيادي الإخواني الفلسطيني المقيم في لندن ، عن مخاوفه من أن يؤدي الانقسام داخل صفوف إخوان ليبيا إلى مزيد من التشققات في التنظيم الدولي للجماعة المدرجة في عدد من الدول العربية على قائمة الإرهاب.
وقال الكرمى: “في مثل هذه الأجواء مثل التجارب السابقة ، هناك نوع من الصراع الداخلي بين هاتين الهيئتين، لأن الفئة المستهدفة داخل الشعب الليبي هي تقريبًا نفس مجموعة الأعضاء والأقارب والداعمين، ولذلك تحدث المشاجرات والمعارضة، بدلاً من تغيير وتقوية أنفسنا والنهوض بالمجتمع، نعمل معًا ولدينا نوع من الصراع الداخلي الذي يزيل الريح ويضعف الشوكة”.
وفى محاولة للتقليل من حدة الانقسام الداخلى فى الجماعة بعد التغيير الأخير، قال عمر الوحيشي عضو مجلس ادارة جمعية “النهضة والتجديد” فى البرنامج المذاع على قناة “الحوار” إن : “الحاج يونس شيخنا وحبيبنا وبيننا وبينه نتمنى ألا نتشاجر داخليا إن شاء الله.
كفى من خلافات الحركة الإسلامية داخلها، وكفى من الخلافات الداخلية التي جعلتها لا تهتم بأصل وجودها ومشاريعها الخارجية”.
وأكد الوحيشى: “ما زلنا على تواصل مع هؤلاء الإخوة الذين وافقوا على التحدث باسم الإخوان الأمر مازال جديداً ولم يمض أسبوع على هذا الموضوع”
وواصل: “لدينا الآن خطة ، ولدينا السيد سالم أبو حنك رئيس الجمعية، والخطة تبدأ بالإعلان والتواصل مع القنوات والإعلان، وكذلك التواصل مع الإخوة الرافضين أو أحبائنا، وبيننا وبينهم نحن أصدقاء ، نحن زملاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى