قمة بايدن وبوتين.. ما وراء دبلوماسية المصافحة ؟

كتب: عاطف عبد الغنى


مع بدء القمة تصافح الرئيسان الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، فهل يحل السلام على العالم، أم هى تنتمى إلى دبلوماسية المصافحة، وتبقى الملفات الساختة رهينة التطورات، أو التصعيد المفاجء، من أحد طرفة القطبين الكبيرين، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الروسى؟

يهمك.. بوتن يصل جنيف للقاء بايدن لمناقشة وضع العلاقات المضطربة بين البلدين
كان البادىء بمد يده، الرئيس الأميركي، جو بايدن حيث توجه صوب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أولا ومد كف يده بالسلام، كما نقول نحن العرب، فصافحه بوتين، ثم دخل الرئيسان إلى قصر “لاجرانج” التاريخى الذي استضاف قمة الأمس فى جنيف العاصمة السويسرية.
وقال مراقبون إن المصافحة عبرت عن رغبة الرئيسين فى تخفيف حدة التوتر على كل المستويات، وحدة الخلافات وعنوان لمحاولة إيجاد أرضية للتفاهم فى القادم من الأيام.
وعند وصوله إلى جنيف أول من أمس أجاب الرئيس الأمريكى بايدن على سؤال وجه إليه: “ما هو شعورك قبل القمة التي سيتابعك خلالها العالم؟”، وقال: “أنا مستعد دائما”.
ومن جانبه فقد عبّر في مستهل القمة الرئيس الروسي عن آماله في أن يكون لقائه ببايدن مثمرا ورد الأخير بشكر بوتين لأنه بادر إلى عقد اللقاء، مثمنا أهمية اللقاءات المباشرة.
وفى “جي بارملان” بالعاصمة السوسرية جنيف استقبل أمس الرئيس السويسري ضيفيه، اللذان وصلا بفارق دقائق وكان في الذي تمنى لهما التوفيق.
وجاءت أولى مخرجات القمة، الاتفاق بين الرئيسين الأمريكى والسوفيتى، على عودة سفيريهما، وأن توقيت عودتها مجرد “مسألة إجرائية”.
وأبدى الرئيسان رغبة في إيجاد سبل لـ “تقريب المواقف”، لكن بوتين أفصح عن أنه تم الاتفاق على بدء مشاورات بين وزارتي الخارجية الروسية والأميركية حول اتجاهات التعاون، بعد أن بدا له أن الجانب الأميركي مصمم على إيجاد حلول للقضايا العالقة، حسب قوله.
وأضاف الرئيس الروسى فى تصريحاته: ” اتفقنا على إجراء مشاورات حول الأمن الإلكتروني”، لكنه ألقى ملاحظة فى غاية الأهمية حين قال إن “أغلب الهجمات السيبرانية في العالم تنفذ من داخل الولايات المتحدة”.
قال بوتين لنظيره الأميركي، بخصوص المعارض الروسي نافالني إنه انتهك القانون وهو الذى أراد أن يتم اعتقاله عندما قدم إلى روسيا”.
وفيما يتعلق بأزمة أوكرانيا قال الرئيس الروسى: “لدينا التزام واحد حولها وهو الإسهام في تطبيق اتفاقات مينسك لتسوية الأزمة”، مضيفا أن روسيا لا تنفذ أي تدريبات عسكرية على حدود الولايات المتحدة التي تجري مناورات قرب حدودنا”.
وحول وصف الرئيس الأمريكى له بـ “القاتل” قطع بوتين الطريق على المزايدين بقوله إنه مرتاح لتوضيحات الرئيس الأميركي فى هذا الصدد”.
وأضاف بوتين أن “الولايات المتحدة أعلنت روسيا عدوا لها، وخسائرها من العقوبات ليست أقل من خسائر روسيا، مضيفا أن هناك تفاهم بين البلدين حول مسألة الخطوط الحمراء، إلا أنه لا توجد لدي أي أوهام بعد اللقاء مع بايدن.”
وقال بوتين أيضا لإنه من الصعب الإجابة الآن على سؤال: ما إذا سيحدث تحسن في العلاقات الروسية الأميركية”.
وفى ذات السياق، أعلن “الكرملين” أن الرئيسين بوتين وبايدن، قد تبنيا في ختام القمة إعلانا مشتركا حول الاستقرار الاستراتيجي.
ومن جانبه فقد وعد بايدن بأن يحدد لـ بوتين ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة له، فيما اتفق الخبراء على أن بوتين قد حقق مبتغاه إذ أن عقد القمة فى حد ذاته، دليل على أهمية روسيا على الساحة العالمية.
وفى النهاية فأن المشترك الأكيد الذى اتفق عليه “البيت الأبيض”، و “الكرملين” هو أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها.

زر الذهاب إلى الأعلى