رشا ضاحي تكتب “رحلة”: (٣) الواحد الأحد
الحسنى نستكمل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى، والحديث الآتى عن اسم “الواحد الأحد”
الواحد هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، وهو الفرد المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله وألوهيته، فهو واحد في ذاته لا يتجزأ، ولا يتفرق، أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
وقد ورد اسم الله (الواحد) في القرآن الكريم في أكثر من عشرين موضعاً، اقترن في ستة منها بالقهار.
قال تعالى: قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الواحد القهار {الرعد: 16}
والأحد هو الذي تفرد بكل كمال ومجد وجلال وجمال وحمد وحكمة ورحمة وغيرها من صفات الكمال، فليس له فيها مثيل ولا نظير ، فهو الأحد في حياته وقيوميته، وعلمه وقدرته، وعظمته وجلاله، وجماله وحمده، وحكمته ورحمته، موصوف بغاية الكمال ونهايته، من كل صفة من هذه الصفات.
وقد ورد اسم الأحد مرة واحدة في القرآن الكريم: في سورة الإخلاص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {الإخلاص :1 }
وهناك فرق بينهما ، الواحد من حيث الكم ، أما الأحد فمن حيث النوع ،
فالواحد لا شريك له ،
أما الأحد فلا مثل له
وثبت في السنن أن رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سَمِع رجُلًا يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ، لا إلَه إلاَّ أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذي لم يلِدْ ولَم يولَدْ، ولم يَكُنْ لَه كُفُوًا أحَدٌ، فقالَ: (لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الَّذي إذا سُئلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بِه أجابَ)
إن من موجبات الإيمان باسمه (الواحد، الأحد) إفراده سبحانه وحده بالتأله، والدعاء، والمحبة، والتعظيم، والإجلال، والخوف، والرجاء، والتوكل وجميع أنواع العبادة
وهذا الشعور يجعل العبد يقطع قلبه من التعلق بالمخلوق ، ويوحد وجهته، وطلبه، وقصده لخالقه، وبارئه، ومعبوده (الواحد الأحد )
فيستريح ويطمئن، لأنه أسلم وجهه وقلبه لله وحده
حتى نلتقي دمتم في رعاية الله