نتيجة لهطول الأمطار بمنطقة البحر الأسود.. انخفاض أسعار القمح العالمية مع وفرة المحصول
كتب- حسام معوض
سيطرت حالة من التفاؤل على سوق القمح، بعد هطول الأمطار في فصل الربيع ساعد على وفرة في محصول القمح، ما ساعد على تخفيف النقص العالمي من الحبوب، والذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، ويتأهب المزارعون من كانساس إلى كييف لجمع محاصيل القمح الوفيرة في الأسابيع المقبلة.
وشهد فصل الربيع هطول أمطار على الحقول بمنطقة البحر الأسود، وسهول الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، مما عزز احتمالات اقتراب حصاد القمح الشتوي عبر المورِّدين الرئيسيين. حسب وكالة بلومبرج.
القمح أوَّل محصول رئيسي يتمُّ جمعه في نصف الكرة الشمالي، وستساعد الكميات الضخمة في تجديد صوامع الحبوب التي تراجعت بسبب ارتفاع الطلب الصيني، وسوء الأحوال الجوية في 2020.
وتُسهم توقُّعات الإمدادات المتزايدة في تهدئة الأسعار بعد أن دفع الارتفاع في تكاليف الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياته خلال نحو 10 سنوات، ومع ذلك ما تزال مشكلات الطقس قائمة في بعض المناطق الزراعية، كما أنَّ تخفيف عمليات الإغلاق يعزز من الطلب على الحبوب، مما يقلل من التراجع المحتمل.
وقال جاك سكوفيل، نائب رئيس شركة برايس فيوتشرز للاستشارات المالية في شيكاغو: “يجب أن يساعد ذلك في تهدئة بعض المخاوف من تضخم أسعار الغذاء، الخبز جزء مهم من الوجبات الغذائية.. ويوجد ما يكفي من الموسم الزراعي، لكن ما تزال هناك بعض المشكلات”.
تقديرات مرتفعة
تعتبر ظروف القمح اللين في فرنسا، أكبر منتج في الاتحاد الأوروبي، هي الأفضل لهذا الوقت منذ عام 2015 قبل بضعة أسابيع من انتهاء الموسم الزراعي.
وأشارت جولة المحاصيل في مايو بولاية كانساس الأمريكية إلى إنتاج قياسي، كما أدت ظروف الطقس المشمس الدافئ لفترة طويلة، إلى بدء موسم الحصاد المبكر “بشكل جيد” بعد هطول الأمطار، وفقًا لجوستين جيلبين، الرئيس التنفيذي لشركة “كنساس ويت كوميشّن”.
ورفع المحلِّلون الروس تقديراتهم لإنتاج القمح، وقد ترتفع كمية المحصول في أوكرانيا بالقرب من مستوى قياسي. وشبَّه ميكولا غورباتشوف، رئيس جمعية الحبوب الأوكرانية، الهطول المتواصل للأمطار في البلاد بفصل الربيع الأسكتلندي. وقال في مؤتمر مجلس الحبوب الدولي الأسبوع الماضي: “أحوال الطقس رائعة.. كل الحقول خضراء”.
وتراجعت الأسعار مع بدء موسم الحصاد، فقد تراجعت العقود الآجلة الأكثر نشاطًا في شيكاغو نحو 13% من ذروتها في إبريل، كما تحوَّلت صناديق التحوُّط إلى الاتجاه الهبوطي للمرة الأولى منذ شهرين تقريبًا.
وبرغم أنَّ العقود ما زالت عند أعلى مستوى موسمي في ثماني سنوات، فإنَّ المحللين يشيرون إلى الحاجة أيضًا لمحصول وفير من الذرة، قبل أن يضعف القمح بشكل كبير.
مخاطر قائمة
تهطل الأمطار الغزيرة قبل حصاد القمح الشتوي مباشرةً، مما يشكِّل خطرًا على جودة المحاصيل في الولايات المتحدة والبحر الأسود، في حين يواجه القمح الربيعي المزروع لاحقًا الجفاف. وحتى مع وجود كمية قياسية من القمح، يتوقَّع مجلس الحبوب الدولي أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية في الموسم المقبل.
قال جيمس بوليسورث، العضو المنتدب لشركة “سي آر إم أغري كيميكاليتيز” ومقرّها بريطانيا: “القمح هو ترس في آلة كبيرة.. سيستغرق الأمر موسمًا على الأقل، إن لم يكن موسمين، حتى تعود أرصدة العرض والطلب إلى مستوى جيد”.
في الوقت الحالي، يتمسَّك بعض المشترين بأسعار أرخص. وألغت مصر، أكبر دولة مستوردة، مناقصتها الثالثة منذ بداية 2021، وحجزت السعودية كميات أقل لشهري أغسطس وسبتمبر مما كان متوقَّعًا.
كما تنتعش الشحنات الروسية مع تضاؤل رسوم التصدير الحكومية، على الرغم من أنَّ الضرائب قد تعقِّد التجارة خلال الموسم. وقال أندريه ديفوا، رئيس شركة “ستراتيجي غرينز” الاستشارية، الذي يتوقَّع إمدادات عالمية “متوازنة”: “الدول المستوردة تتوخى الحذر نوعًا ما، وربما تتوقَّع تصحيحًا في الأسعار.. نتوقَّع أسعارًا أقل للقمح، ولكنَّه ليس تراجعًا بشكل كبير.