رشا ضاحي تكتب “رحلة”: (٤) الصمد
نستكمل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى مع اسم
{ الصمد }
ورد اسم الله “الصمد” في القرآن الكريم مرة واحدة
في سورة (الإخلاص)
قال السعدي في تفسيره: “{اللَّهُ الصَّمَدُ} أي:
المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لكمال غناه {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة ( سورة الإخلاص ) مشتملة على توحيد الأسماء والصفات لله عز وجل
الصمد سبحانه وتعالى يفتح بابه لجميع خلقه و ليس فقط أولياءه
ولذلك قال طاووس بن كيسان ( وهو من أئمة التابعين) -رحمه الله-
قال لتلميذه عطاء:
“يا عطاء، لا تنزلن حاجتك بمن أغلق دونك أبوابه، وجعل عليها حجابه، ولكن أنزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، أمرك أن تدعوه وضمن أن يستجيب لك، فلماذا تتوجه إلى غيره؟
إنَّ معاني اسم الله “الصمد” تجعل العبد يستشعر القوة، والعزة، والغنى عن كل ما سوى الله عز وجل، فيوقن ما معنى أنّ الله سبحانه وتعالى كافٍ عبده، فالعبد حين يشعر بالضعف أو الفقر واليأس أو انقطاع السبب يحتاج إلى مثل هذا المعنى العظيم ليناجي به الله جلّ وعلا، فلا يلبث أن يرى الكون كله ملكًا له طالما أن الصمد بجانبه يسمع نجواه ويرى مكانه، وأن الكون كله ليس سوى هباءًا منثورًا ولو اجتمع على أن يضره بشيء لن يضره إلا بشيء قد كتبه الله له، ومن كان الصمد معه فمن عليه؟!
حتى نلتقي دمتم في رعاية الله
رشا ضاحي