علماء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون: الحرام سم قاتل والفساد مدمر للدول والشعوب
كتب- محمد محمود
برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر ، ووزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة، انطلقت اليوم الجمعة، ثاني القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بعنوان : “الفساد مخاطره وصوره المعاصرة” ، إلى “حي الأسمرات” بمحافظة القاهرة, وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة , ونشر الفكر الوسطي المستنير , وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا”.
فمن على منبر مسجد (تحيا مصر 1) أكد د/ سعيد صلاح الدين، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية/ أن الرشوة أيًّا كانت فساد وإفساد لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” لَعنَ اللهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي والرائش” ، موضحًا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بدأ في كل الروايات بالراشي قبل المرتشي ، لأن المرتشي قد يكون فاسدًا أو مفسدًا، أما الراشي فهو مفسد بلا جدال ، لأنه يحمل الآخر على الإفساد.
ومن على منبر مسجد (تحيا مصر) أكد د/ أيمن علي عبده، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أن هناك فرقًا بين الفساد والإفساد ، فحين تقول فسد الطعام فإنه لم يعد صالحًا للأكل ، وفسد الشراب ، إذا لم يكن يصلح للشرب ، وفسد الثوب ، إذا لم يكن صالحًا للبس ، فالفساد يقع وأشد منه الإفساد ، والإنسان الفاسد إذا أسرف في الفساد يقال له مُفسد ، لأن زيادة المبني زيادة في المعنى ، موضحًا أيضا أن المفسد من يحمل غيره على الفساد أو يسهل الفساد لغيره.
ومن على منبر مسجد (الرياض) أكد أ.د/ حسين مجاهد السيد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن مقاومة الفساد أحد أهم دعائم وركائز أي حكم رشيد ، وأن الدولة المصرية في عهدها الحالي الراهن اتخذت منهجًا ثابتًا وواضحًا في محاربة الفساد والمفسدين ، لأن الله سبحانه لا يحب الفساد ولا المفسدين ولا يصلح عمل المفسدين.
ومن على منبر مسجد (القدس) أكد د/ أسامة فخري الجندي، مدير عام المساجد بديوان عام وزارة الأوقاف، أنه لا يُكتفي من الإنسان أن يكون صالحًا في نفسه بل عليه أن يكون من المصلحين وهذا منهج الأنبياء والمرسلين ؛ فهذا سيدنا موسى (عليه السلام) يقول لأخيه هارون : ” اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ”.
ومن على منبر مسجد (مستورة) أكد الشيخ/ شريف السعيد إسماعيل، واعظ بالأزهر الشريف، أن الاختلاس من أخطر أنواع الفساد ، يقول الحق سبحانه : “وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” ، وأن الاحتكار كذلك من صور الفساد التي حذر منها رسولنا (صلى الله عليه وسلم) ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “المحتكر ملعون”.
ومن على منبر مسجد (الهدى سكودا) أكد الشيخ/ حسن غيضان محمد، مدير إدارة التصحيح والمراجعة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك ثلاثة أدواء تدمر أي دولة وأي مجتمع؛ الإرهاب ، والفساد ، والإهمال ، حيث يقول سبحانه : ” وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ” ويأتي التأكيد بإن وإسمية الجملة يقول سبحانه : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” ، ويقول سبحانه : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ”
ومن على منبر مسجد (الوعد الحق) أكد الشيخ/ جمال أحمد عثمان، واعظ بالأزهر الشريف، أن الأديان كلها قائمة على الصلاح والإصلاح لا على الفساد والإفساد، يقول سبحانه : “فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” فلم يكتف بعدم الإفساد بل أسهم في الإصلاح ، ويقول سبحانه : ” فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”
ومن على منبر مسجد (الحافظ) أكد الشيخ/ إسلام النواوي، عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة، أن الحرام سم قاتل ، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أوضح لنا الحلال من الحرام قائلًا: “إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ” إلا أن بعض الناس تأخذهم الدنيا فيتغافلون عن الحرام والفساد .