طارق متولي يكتب: بدون سحر ولا شعوذة

كثير ما نقابل أشخاص فى حياتنا ننسجم معهم ونشعر بالراحة لوجودهم، وأشخاص آخرين لا ننسجم معهم ولا نشعر بالراحة لوجودهم.
أشخاص نفهمهم بسهولة وأشخاص يتصفوا بالغموض ولا نفهمهم على الإطلاق وهذا بالطبع يؤثر على علاقتنا بهم وحبنا لهم وتعاوننا معهم أو العكس.
وكثير من الناس يرجع هذه الأمور إلى عالم الأرواح والسحر، وهو فى الحقيقة له علاقة فعلا بالروح، والنفس، ولكن ليس له علاقة بالسحر.
والنفس لها علم كبير هو علم النفس نستطيع أن نفهم من خلاله أشياء كثيرة متعلقة بطبيعتها تماما مثل بقية العلوم المتعلقة بالمادة أو الجسد.
إذا أردت أن تجمع بين عنصرين من العناصر المادية فى شىء واحد أو عمل واحد فلابد أن تعرف طبيعة كل عنصر منهما، وطبيعة تفاعله وموافقته للعنصر الآخر، فمثلا نحن نعرف النظرية الشهيرة التى تقول “إن الماء لا يختلط أبدا بالزيت”، وهى تعرفك على طبيعة الأشياء تسهل عليك التعامل معها.
كذلك تعرفك على طبيعة الأشخاص وفهم احتياجاتهم ومخاوفهم تمكنك من إقامة علاقات ناجحة معهم فكل شخصية لها طبيعة واحتياجات ومخاوف.
وقد قدم عالم النفس الأمريكى الشهير ويليام ملتون مارستون والحاصل على شهادة الدكتوراة فى علم النفس من جامعة هارفارد تقسيم لأنماط الشخصية غاية فى الدقة والروعة ويعتبر مرجع فى علم السلوك الإنسانى.
النمط الأول.
هو الشخصية الاجتماعية وهو الشخص الذى يميل للتواصل مع الآخرين ومعرفة أصدقاء جدد، وأكثر ما يزعج هذه الشخصية هو رفض الآخرين له أو العزلة.
النمط الثانى.
هو الشخصية القيادية وهو الشخص الذى يهتم بإنجاز العمل ولا يضيع وقت فى التواصل مع الآخرين ويحب أن يتحكم ويسيطر على نواحى العمل حتى يتأكد من إنجازه فهو محب للقيادة والسيطرة وأكثر ما يزعج هذا النمط أو النوع أن يفقد السيطرة والتحكم.
النمط الثالث.
هو الشخصية المتزنة وأكثر ما يميز هذه الشخصية الهدوء والتركيز فى العمل يتواصل مع الآخرين بحساب، ويؤمن بالتخطيط والخطوات المرتبة، يحتاج تقدير الآخرين وإستحسانهم وأكثر ما يزعج هذا النمط هو التغيير السريع أو المفاجىء والثرثرة والأزعاج.
النمط الرابع والأخير.
هو الشخصية التحليلية وهذا الشخص يتميز بالدقة والإهتمام بالجودة وبأدق التفاصيل وأكثر ما يزعجه الوقوع فى الخطأ والنقد اللاذع.
ولو نظرنا حولنا لوجدنا بالفعل هذه الأنماط للشخصية موجودة بالفعل فى حياتنا وكثيرا ما تلتقى ببعضها البعض فى العمل أو حتى فى الحياة الأسرية، ويحدث تضاد واختلاف بين أصحابها بسبب اختلاف احتياجاتهم ومخاوفهم وقد يؤدى هذا الخلاف إلى الفرقة بينهم، فى حين أنه لو أن كل شخص حاول فهم طبيعة الشخص الذى يتعامل معه وتعامل معه على هذا الأساس لكسب وده وقربه، وميزات شخصيته، فنحن فى الحقيقة لا نحب إلا من يفهمنا ويشعر بإحتياجاتنا ويبعد عنا مايزعجنا فنعطيه كل مزايانا وأعمالنا وإخلاصنا بدون سحر ولا شعوذة.

زر الذهاب إلى الأعلى