شريف عبدالقادر يكتب: في الإدارة.. لماذا نلجأ للأجانب ؟
عندما تحدث وزير النقل عن اللجوء للاستعانه بشركات أجنبيه لإدارة مرفق السكة الحديد، كان محقا فى ذلك، لأن لدينا كثيرين ينفّذون التعليمات إذا كان مديرهم “خواجة”.
ولا ننسى أنه عند بداية عمل خط مترو الأنفاق الأول، كان فى غاية الانتظام والنظافة، وكذلك المحطات لأن الإدارة كانت تشاركية لفترة معينة مع الجانب الفرنسى، الذى قام بتمويل المشروع.
وعندما انتهت فترة “الإدارة التشاركية” وغادر الجانب الفرنسى بدأت الأحوال تسوء بسبب المجاملات فى تعيين عاملين وإصابة بعض المسؤولين بشعور أنهم أصبحوا ملّاك الشركة.
وعندما كنت أعمل فى شركة سياحة، ووظيفتى وكيل عام حجز تذاكر عبّارات العريش والطور، وكنت ممثلا لإدارة البواخر بالقاهره بميناء بورتوفيق بالسويس، كان هناك عبارتان مملوكتان لشركة مصر أدكو إحدى شركات بنك مصر.. وكانت إدارة الشركة تشاركية “مصريه – نرويجية”، لفترة زمنية، حيث كانت العبارتين، ومعهم سفينة مخصصة لنقل القمح بتمويل نرويجى، وتم بناءها خصيصاً لمصر .
وكانت أغلب العبّارات والسفن المصرية العامله قد تم شراءها مستعملة وغالباً حتى الآن.. وأتذكر أن ممثل شركة مصر أدكو ويدعى “بروف” وانجليزى الجنسيه وافيرسون رئيس الشركه التنفيذى سويدى الجنسيه وكانت العبارتان طوال فترة الإدارة التى تولاها الجانب النرويجى فى غاية النظافة، والانتظام، والطاقم فى غاية الالتزام، وخاصة الإداريين وحتى “السفرجية”، وكان الركاب يستمتعون بحسن الخدمة.
ومع انتهاء فترة الجانب النرويجى، وتولى الإدارى المصرية بدأ انخفاض مستوى الخدمة، وتشغيل عمالة همهها الأول تهريب البضائع خلال رحلات العبارتين.
وانتهى الأمر ببيع العبارتين على الرغم من حداثة عمرهما، وتم تسيير عباّرات منافسة عمرها فى الخدمة يزيد على ثلاثين عاماً، عن عمر عباّرتى “العريش والطور” اللتان حملتا اسمين اختارهما الرئيس السادات رحمه الله، بنفسه.
إن إدارة مرافقنا العامة تحتاج إلى قوانين عمل رادعة للمتكاسلين والمتراخين، والمهملين، وأن نقضى على “الواسطة” ونحسن اختيار العمالة المناسبه للأماكن المحتاجة.
موقع بيان متميز ومتنوع ويضاهى الصحف والمجلات الكبرى. كل التحيه للأستاذ الفاضل عاطف عبدالغنى صاحب الأسلوب الصحفى المتميز. مع خالص تمنياتي بالتوفيق.