رشا ضاحي تكتب “رحلة”: (٥) الرحمن الرحيم
نواصل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى مع اسم
الرحمن الرحيم
الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة في اللغة: هي الرقة والتعطُّف،
و(رحمن) أشد مبالغة من (رحيـــم)
وقد ورد اسم (الرحمن) في القرآن ٥٧ مرة،
أما اسمه (الرحيـــم) فذُكر ١١٤ مرة بعدد سور القرآن الكريم
والفرق بين الاسمين أن
اسمه الرحمن يدل على الصفة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة
واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية من حيث إيصاله الرحمة إلى الخلق
فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة:١٦٣)
والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن تُنسب لغيره،
قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى..} ( الإسراء ١١٠)
ومن خصائص رحمته سبحانه وتعالى :
أن رحمته سبقت غضبه ،
سعة رحمته جل جلاله ،
أن رحمته تمتد إلى الأحفاد
ففي سورة الكهف:
﴿وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ ﴾ ( الكهف ٨٢)
فكان شمول رحمته سبحانه وتعالى للغلامين اليتمين بصلاح جدهم السابع
وصور رحمة الله لخلقه لا تعد ولا تحصى :
فنزول المطر رحمة لينبت الزرع
﴿فَانظُر إِلى آثارِ رَحمَتِ اللَّهِ كَيفَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِها ﴾ ( الروم ٥٠)
و نزول القرآن الكريم رحمة
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ﴾ (الإسراء ٨٢)
والوقاية من السيئات رحمة
﴿ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمتَهُ ﴾
( غافر ٩)
وكل شيء في الكون كبيرا كان أم صغيرا تتجلى فيه رحمته جل وعلا
وهذان الاسمان الجليلان يبعثان في قلب العبد الرغبة والطمع والرجاء في رحمة الله تعالى، فسبحانه وسعتْ رحمتُه كل شيء،
فمن عرف الله تعالى بالرحمن الرحيم لم ييأس ولم يقنط، وازداد رغبة ورجاء فيما عند الله تعالى.
حتى نلتقي دمتم في رعاية الله