هاني الجمل يكتب: يوم خالد
في حياة كل أمة لحظات فارقة تستعيد خلالها روحها الخالدة ، لتتمعن فيها واقعها، وتستشرف من خلالها مستقبل أبنائها. ففي الثلاثين من يونيو خرج المصريون عن بكرة أبيهم بحثاً عن أمان مفقود وحلم مسلوب بعد 368 يوماًمن حكم فئة ضالة أرادت بالوطن سوءا .
وبعد ثماني سنوات من هذا اليوم المشهود تقف مصر شامخة بعد أن عبرت قيادتها ومعها شعبها وجيشها كل الصعاب وحققوا معاً ما كان يوماً مستحيلاً في جميع المجالات . ولعل الشيء الأهم في هذه الثورة أنها أعادت الإرادة للشعب المصري باعتبارها المحرك والقوة التي تحدد مصير وطنهم.
فالمصريون خرجوا في هذا اليوم من العام 2013 بالملايين يدافعون عن هويتهم ووحدة وسيادة دولتهم التي كانت على شفا الانقسام والتفتت وشبح حرب أهلية، وبفضل الخطوة التاريخية التي أقدمت عليها قواتهم المسلحة من دعم ثورة الشعب والتعبير عن طموحاته وآماله تم إنقاذ هذا الوطن العريق من الاستبداد والتفتت.
ولا شك أن ثورة الثلاثين من يونيو برهنت على أنه لا يمكن لمستبد أو طاغية أو جماعة أن يتحكم في مصير هذا الشعب العريق أو يكمم أفواهه. وإذا كانت الثورة لم تحقق بعد كل الأهداف التي قامت من أجلها، إلا أنه من الإنصاف القول إن مصر قد استعادت مكانتها العربية والإقليمية، وإن هناك مشروعات كبرى جرى تنفيذها، وأخرى يتم العمل بها حالياً.
وما تشهده قرى ومدن مصر كل يوم من انجازات فى جميع المجالات، يؤكد أن استقرار هذا الوطن وأمنه ووحدة شعبه هو الطريق من أجل تحقيق كل الأهداف التي انطلقت من أجلها ثورة الثلاثين من يونيو قبل ثماني سنوات .
خلاصة القول .. سيظل الثلاثون من يونيو حلماً عظيماًطال انتظاره، فشكراً للقائد الذي حمل الأمانة وضحى بنفسه، وتقدم الصفوف غير مبالٍ بالنتائج، ليمسك بالدفة كربان ماهر، وينقذها من الضياع، ويضعها خلال سنوات قليلة في مصاف الدول المتحضرة والقادرة على كتابة تاريخ لا يقل في عظمته وشموخه وفخره، عن تاريخها القديم الذي أشرق بنوره على الكرة الأرضية كلها، وعلمها كيف تبنى الحضارات العظيمة .