رشا ضاحي تكتب “رحلة”: (٦) الحي القيوم
تتواصل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم الحي القيوم.
ورد اسم الله (الحي) خمس مرات في كتاب الله، واقترن بـ(القيوم) في ثلاث منها :
في آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي أول سورة آل عمران: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي سورة طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم}.
و (الحي): ذو الحياة الكاملة التامة الذي لا يموت سبحانه وتعالى هو دائم الحياة له البقاء المطلق.
و(القيّوم): القائم بذاته المقيم لكل شيء غيره، القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وكل ما يحتاجون له، وأنه بكمال قيوميته لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يضل ولا ينسى.
لاسم الله (الحي القيوم ) تأثير خاص في إجابة الدعوات، وكشف الكربات، كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رجلًا دعا فقال : اللهمَّ إني أسألُك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت المنَّان، بديعُ السماوات والأرضِ، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم، فقال النبي ﷺ : «لقد دعا باسمِه الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى».
وقال ابن قيّم الجوزية: (فإنَّ صفة الحياة متضمّنةٌ لجميع صفات الكمال، مستلزمةٌ لها، وصفة القيّوميّة متضمّنةٌ لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسمُ الله الأعظم هو الحي القيوم.
عن أنس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا كربه أمر أي أصابه كرب وشدة يقول: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.
وإذا تدبرنا أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي والتي ورد فيها هذا الاسم الأعظم، لوجدنا أنه بعد افتتاحها بالتوحيد ( الله لا إله إلا هو ) جاء اسم الحي القيوم ليتعرف العبد على مولاه جل في علاه الحي واهب الحياة، وما من حي إلا وهو يستمد منه الحياة .
ثم يأتي اسم القيوم الذي يجيب في وقت واحد جميع حاجات عباده من الملائكة والإنس والجن وجميع مخلوقاته، فيجيب كل أولئك جميعا ويعطي كل ذي مسألة مسألته في وقت واحد لا يشغله دعاء عن سماع دعاء آخر وإجابته.
إن اسم الحي القيوم سكينة للنفس ويقينا لها في استنادها إلى مولاها، كلما دعت به ربها وجدت يقين الإجابة يسري بين ثناياها.
وحتى نلتقي دمتم في رعاية الله وأمنه.