منال قاسم تكتب: تجربتي في أكاديمية ناصر العسكرية
تلك التجربة الفريدة التي أثارت مشاعري الوطنية، وألقت على عاتقي مسئولية نقل هذه التجربة، والتي بدأت بسؤال لأستاذي العظيم فى الوطنية اللواء الدكتور، سمير فرج، عن طريقة الالتحاق بالأكاديمية عندما تحدثت له عن طموحاتي بتطوير نفسي بالمجال الإعلامي والصحفى وهو محور اهتمامى الوحيد
ولم يتوانى سيادته فى مساعدتى على التقدم للدراسة مشكورا
في بداية الأمر، تخوفت من الالتزام بالمواعيد المسائية نظرا لبعد سكنى عن الأكاديمية ولكني في النهاية قررت أن أخوض التجربة للنهاية والالتحاق بإحدى الدورات خصيصا، لإثراء السيرة الذاتية الخاصة بي، وبدأت بتقديم أوراقي للأكاديمية للالتحاق بالدورة التثقيفية للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي ولحسن حظي تم قبولي بها.
وجاء اليوم الأول للدفعة ٦٦ وذهبت لكلية الدفاع الوطني ذاك الصرح العلمي العظيم، والذي تأهل فيه خيرة القادة العسكريين على مر العصور، وليس المصريين فقط، بل أيضا القادة العسكريين من دول عربية شقيقة ودول إفريقية صديقة، وأثار ذهولي في اليوم الأول للدراسة ذلك القدر من التنوع المهني والعمري بين الدارسين، فمن ضابط القوات المسلحة إلى ضابط الشرطة إلى المهندسين والأطباء والإعلاميين ورجال القانون، والجميع يتآلف بحب الوطن والرغبة في المعرفة والفضول العلمي، وانقضى اليوم الأول دون ملل، بل على العكس برغبة في عدم الرحيل.
بالفعل لم أكن أتمنى المغادرة، بل كنت أود أن تمتد الساعات وتطول كي أستوعب ما يدور بداخلي، فقد أحسست بصورة داخلية نابعة من أحاسيسي نحو ذلك المكان الذي يجمع بين العسكرية المصرية العريقة والعلوم الإستراتيجية الحديثة، كما يجمع تلك الصفوة من المعلمين المتميزين العسكريين والمدنيين بمختلف فئاتهم من أفراد الشعب الفخور بجيشه الوطني الذي يمثل الدرع والسيف لهذا الوطن.
لقد اقتصرت معرفتي بالقوات المسلحة قبل التحاقي بالأكاديمية على ما درسته فى التاريخ فى مراحل التعليم المختلفة وكان تعليم مجرد معلومات عن الحروب التى خاضتها مصر والتى كنا فيها بين انتصارات وانكسارات المرة الوحيدة، والمحك الحقيقى بالقرب من قواتنا المسلحة كان أيام أحداث ٢٥ يناير، والتى كانت نقطة فاصلة لجميع المصريين قربت بين من يحب الوطن من قواته المسلحة التى اعتبرها الشعب هى السند، وحائط الصد، الوحيد بعد الله، وهذه حقيقة عشناها جميعا وأكدتها لنا الأيام فى كل موقف بعد ذلك.
وبقدر ما مرت به مصر من أحداث جسام كانت فيها القوات المسلحة هى بكل معنى الكلمة الدرع والسيف، تتصدى لكل مايضر بأمن الوطن والمواطن سلما وحربا وإرهابا.
لكن التجربة تلك المرة مختلفة فأنا طالبة هنا من أجل العلم والمعرفة بأعرق المعاهد العسكرية المصرية.
وتنوعت الموضوعات الدراسية على مدى الدورة، وتميزت باختلافها وتفردها، فتعلمت مفهوم الاستراتيجية، والأمن القومي، وما يعنيه مصطلح حروب الجيل الرابع، وكيف يتم استهداف الشعوب دون اللجوء للحل العسكري، وذلك من خلال الحروب النفسية والدعائية، والغزو الثقافي؛ لتغيير أفكار ومفاهيم المجتمعات، وإثارة الفوضى بدعاوى وهمية؛ لإثارة النزاعات الدينية والطائفية والعرقية.
وهو الأمر الذي نجح وتحقق في دول عديدة، محاولة تهدمت كيانها وتم تقسيمها أو إعدادها للتقسيم، لكنه فشل في مصر بسبب يقظة وحكمة قيادتها العسكرية؛ حيث أبي الشعب المصري أن يكون فريسة لتلك الجماعات الإرهابية المتطرفة، واصطف خلف قيادات جيشه في ثورة شعبية عظيمة أدت في النهاية لاختيار الشعب المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي لقيادة المسيرة؛ ولمواجهة تلك الجماعات والمخططات المشبوهة لهم، والتي كانت ولا تزال تستهدف النيل من الوطن، ولكن هناك قيادة حكيمة وشعب واع ويقظ يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة هذا الوطن.
ولا يسعني في نهاية هذا المقال، سوى توجيه رسالة لكل الشباب بضرورة خوض تلك التجربة، لكل من تسمح له الظروف بذلك، وأن يبدأ كل منا بنفسه.
ويشرفنى أن أتقدم بالشكر لكل القادة العسكريين العظماء الذين قدموا لنا بكل ود مالديهم من خبرات حقيقة الجيش المصري، وهو مصنع الرجال.
وأختم حديثي باقتباس من أفضل كلمات الرئيس السيسي وهي: “تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر”.