أحمد عاطف آدم يكتب: صور من الحب الجميل
يري الفيلسوف اليوناني “أرسطو” أن الحب هو علاقة بين جسَدَين تسكنهما روح واحدة، كما أنه شيء لا متناهي، فإذا انتهي لا يعد حبًا حقيقيًا.
ونحن من آن لآخر نجد تلك المشاعر الفياضة تحاوطنا من كل اتجاه مع اختلاف أشكالها وصورها.
فالحب هو رمز خالد للحياة يتدفق بسخاء من قلوب المانحين.
ومن بين تلك الصور المضيئة لآيات العطاء نشر موقع اليوم السابع قصة عماد أحمد عيسي ابن مدينة أشمون بمحافظة المنوفية الذي تبرع بكليته لزوجته أميرة إثر تعرضها لفشل كلوي، بسبب كثرة تناولها المسكنات، ولم يتوانَ الزوج المخلص في إجراء بعض التحاليل الطبية التي أكدت إمكانية تبرعه لرفيقة دربه ليكملا حياتهما سويًا، وقال بأن أميرة تعرضت لانتكاسة بعد العملية نتيجة رفض الجسم للعضو الغريب، فلم يتأخر عماد عن شراء حقنة للتثبيت وصل ثمنها إلى بضعة آلاف من الجنيهات حتي عادت إليها حيويتها واستعادت صحتها من جديد.
صورة أخري بالغة الأثر والتأثير للحب، عرضتها شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية لزوجين هما: بيتر وليزا مارشال.
بيتر عمره ٥٣ سنه ومصاب بالزهايمر، لكن العجيب أن نسيانه لم يطَلْ تاريخ زفافه فقط، بل وصل لدرجة معاملة ليزا وكأنها جليسة مسنين، بينما هي لم تمل أو تتأفف من رد فعله وعاملته بنفس الحماس والدفء التي تعودت عليه طيلة حياتها معه، مما دفعه لعرض الزواج عليها، وهي فرحت كثيرا بذلك قائلة: ” لقد وقع في حبي مرتين”.
وأضافت بأنها لا تستطيع وصف كلماته النابضة بالحب والصدق قبل أن يستيقظ في الصباح وينسى عرضه في المساء، ثم أكدت بأنها ستظل تتذكر ما حدث بسعادة غامرة.
الشاهد من الصورة الرائعة التي نقلها عماد بتبرعه لزوجته بعضو من جسده، وليزا التي قررت أن تعيش ما تبقى من حياتها علي الحب النابض في ذاكرة قلب بيتر الذي لا يعرف الزهايمر طريقًا له، هو أن مشاعر الحب لا تموت أبدًا بل تظل راسخة في الوجدان تدفع أصحابها إلي مواصلة السير في طريق العطاء دون حساب للزمن وتقلباته.