مستجدات أزمة سد النهضة وملفات أخرى حملها شكري فى رحلته إلى بروكسل
كتب: عاطف عبد الغنى
تواصل الدبلوماسية المصرية عملها الدؤوب فى محاصرة الموقف الأثيوبي المتعنت والمرواغ فى الوصول لحل سلمى وقانونى، وملزم فى أزمة سد النهضة.
وفى هذا الصدد تأتى زيارة وزير الخارجية سامح شكرى، إلى بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبى، ولقائه مع أعضاء المجلس والمفوضية الأوروبية، وأجهزتها التنفيذية.
موقف المجلس الأوروبى
وكان الاتحاد الأوروبي، قد أعلن استعداده، فى وقت سابق للعب دور نشط لحل أزمة سد النهضة، وأوضح فى إعلان، صدر عنه نهاية الأسبوع أن “إجراءات إثيوبيا الأحادية لا تساعد في أي حل تفاوضي”، مشيرا فى هذا الإعلان إلى إعلان أثيوبيا فى بدء مرحلة الملء الثانى لبحيرة السد.
وكانت كل من القاهرة والخرطوم، قد تلقيا إخطاراً رسمياً من أديس أبابا، قبل جلسة مجلس الأمن التى عقدت الخميس الماضى بساعات، يفيد – الإخطار – البدء الفعلي في عملية الملء، التي ترفضها مصر بشدة.
وشرعت مصر تبنى على موقف المجلس الأوروبى، معولة على استعداده، للعب دور نشط لحل أزمة السد، بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الأفريقى، الذى يتولى إدارة الملف، وقيادته المتمثلة فى الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتفاديا لمغبة تفاقم التوترات في المنطقة، واصلت مصر تحركاتها الدبلوماسية، ومساعيها فى حشد الأطراف الدولية لصالح رؤاها العادلة وخاصة في هذا الملف الوجودى.
رحلة شكرى
وتوجه وزير خارجية مصر إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعد الشريك الأول لمصر على الصعيديّن التجاري والاستثماري، للقاء أعضائه، لبحث دعم أوروبا للموقف المصري في قضية السد الإثيوبي، قبيل صدور قرار مجلس الأمن حول الأزمة، أضافة لإجراء مزيد من التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بين الجانبين، وزيادة التبادل التجاري وجذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.
وخلال رحلته التى لم تنته، حتى كتابة هذه السطور ظهر اليوم الثلاثاء، التقى شكري أمس الاثنين، على إفطار عمل، مع وزراء خارجية دول الاتحاد، وتشاور معهم حول قضية الساعة، وشواغل مصر بشأن سد النهضة، وعرض الوزير شكري نتائج جلسة مجلس الأمن الأخيرة، على جلسائه، معرباً عن تقدير مصر للبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً والذي انتقد إعلان إثيوبيا ببدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب.
خريطة طريق
وحسب الإعلانات الرسمية، الصادرة عن وزارة الخارجية المصرية أكد شكرى على أهمية وضع خريطة طريق للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد، خاصة وأن إثيوبيا بدأت تنفيذ المرحلة الثانية لخزان السد في يوليو الجاري، في إجراء قوبل باحتجاج مصري وسوداني.
“الناتو”
واجتمع شكري، أيضا أمس، ينس ستولتنبرج، سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي “الناتو”، الذراع العسكرى للاتحاد الأوروبى، وتباحث معه فى مختلف التحديات الأمنية في أرجاء المنطقة، خصوصاً في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكذا الساحل والصحراء والقرن الأفريقي.
وتناول شكري، مع ستولتنبرج، الموقف المصري إزاء الأزمات التي تواجه عدداً من دول المنطقة، وجهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب والمقاربة الشاملة التي تنتهجها في هذا الإطار.
وأكد شكرى على موقف مصر الدائم والاستيراتيجى الداعم للجهود الدولية فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما سلم شكري رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، تضمنت العلاقات الثنائية والموضوعات الإقليمية، وفي مقدمتها قضية سد النهضة.
شركاء وشراكات
والتقى شكرى – أيضا – كل من وزيري خارجية اليونان وقبرص، وأشار خلال اللقاء إلى مواصلة مصر بذل جهودها من أجل تحقيق السلام والاستقرار، استناداً إلى إطار حل الدولتيّن، فضلاً عن العمل من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما التقى مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، وتناول اللقاء سبل تفعيل وتطوير برامج التعاون والشراكة القائمة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في عدد من المجالات، من بينها الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة، والجهود المصرية الناجحة في إيقاف أي تدفقات للمهاجرين من سواحلها منذ سبتمبر 2016، فضلاً عن استضافتها لنحو 6 ملايين مهاجر ولاجئ، وكذا جهود الكشف عن الألغام وإزالتها، بالإضافة إلى بناء القدرات البشرية والتكنولوجية لمواجهة التحديات الراهنة.
وخلال اللقاءات والمشاورات، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن التقدير للدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة على كافة الأصعدة بغية تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.