برامجك التليفزيونية تكشف عن طبيعتك الشخصية
كتبت: أسماء خليل
مشاهدة البرامج التليفزيونية ركنًا أساسيًّا في حياة الشعوب، فمهما تم استحداث وسائل للترفيه والتسلية، أكثر تقدمًا أو إثارةً أو تيسيرًا؛ يظل التليفزيون، وبرامجه له مشاهديه الذين يفضلونه، ويطمحون إلى مشاهدة كل جديد فيه.
وقام مجموعة من الخبراء البريطانيين من بينهم “ دينيس ريلوجو هويل” و“مايكل بادريج أكتون”، بدراسة سلوكيات بعض الأشخاص وربط ذلك بنوعية البرامج التي بقضلون مشاهدتها، واستنتجوا العديد من السمات التي تكشف عن طبيعة شخصية كل منهم.. فماذا تقول عاداتك التلفزيونية عن شخصيتك؟!
الدراما الملكية والأفلام الوثائقية
يقول الخبراء إن الأشخاص الذين يحبون مشاهدة الدراما الملكية؛ يتميزون بأن لديهم سمات شخصية مماثلة لتلك المذكورة أمامهم من حيث الرقي والشياكة، وكذلك لديهم انجذاب للبطولة والتقاليد.
كما يرى الخبراء أن هؤلاء الأشخاص بداخلهم حنينًا إلى الماضي ولديهم حب للقصص الخيالية، وربما لديهم أحلام بالثروة والتأثير.
أمَّا الذين يشاهدون الأفلام الوثائقية؛ فهم الأشخاص الذين لديهم ميل إلى السكينة والاسترخاء مقارنة بغيرهم، كما يُعتقد أنهم أكثر قبولًا ولديهم رغبة في البحث عن المعرفة.
كما يُنظر إلى هؤلاء على أنهم أشخاص يحبون استكشاف الموضوعات بعمق، وأنهم على دراية، وقد يحصلون على درجات عالية في الضمير والانفتاح أيضًا.
وقال دينيس: “هذا النوع من الأعمال الواقعية الذي يهدف إلى إعلام المشاهدين بموضوع أو شخص أو حدث أو قضية من واقع الحياة، هو مثير للاهتمام بشكل خاص للأشخاص الذين استرخوا في شخصياتهم”.
فى حين أضاف مايكل: “الأشخاص الذين يستمتعون بالأفلام الوثائقية قد يهتمون أيضًا بالناس ولكن بطريقة جماعية وليس فردية”.
وغالبًا ما يرغبون في استكشاف الموضوعات بعمق وأن يُنظر إليهم على أنهم على دراية. من بين أبعاد الشخصية الخمسة الكبرى التي يستخدمها بعض علماء نفس الشخصية ، قد يحصلون على درجات عالية في الضمير والانفتاح أيضًا.
برامج الإجرام والصابون
ويؤكد علماء النفس أن الأشخاص الذين يحبون البرامج الإجرامية، هم في الحقيقة يهربون من واقع الحياة؛ فهي لهم بمثابة الإلهاء عن حياتهم المجهدة وغالبًا ما يكونون مدركين بشكل لا يصدق.
واتضح كذلك أن أولئك الذين يشاهدون الدراما الإجرامية بانتظام يتمتعون بسمات تحري مثالية لأنهم – في الغالب – يكونوا شديدي الإدراك.
وقال دينيس: “ تكمن إحدى نقاط القوة في الدراما الإجرامية في قدرتها على إعلام أو تضليل تصوراتنا حول واقع الجريمة في إطار الاعتبار الاجتماعي النقدي” .
ويفسرون انجذاب هؤلاء الأشخاص الذين يشاهدون برامج الإثارة والإجرام، وهم ذوو الشخصيات المدركة؛ إلى أن هذا النوع من البرامج يمنحهم الفرصة لاستكشاف الفروق الدقيقة في السلوك البشري.
اقترح مايكل أيضًا أن يستخدم مشاهدو الدراما الإجرامية برامجهم المفضلة كطريقة صحية للتخلص من الضغوط الداخلية التي يحملونها.
وادعى أنه من المرجح أن يسجل معجبو الدراما بالجرائم الكبرى درجة عالية في بُعد العصبية، لكن هذا ليس بالأمر السيئ لأنهم يختارون – دون وعي- التخلص من توترهم بطريقة صحية، من خلال إبراز ضغوطهم الداخلية على تلك النوعية من البرامج، فيمكنهم الانفصال والاسترخاء وتحقيق التحرر العاطفي عندما يتم حل الجريمة.
كما يُظهر الخبراء، أن الأشخاص الذين يحبون برامج الصابون والشامبو؛ بتكوين علاقات قوية، وهم شخصيات تتوق إلى روتين معين وأنهم أسعد المشاهدين،
ويوضح دينيس أن الناس الذين يشاهدون عروض الصابون والشامبو الملون بانتظام ، من أسعد الناس لأن المرحين هم الذين ينجذبون إلى هذا النوع.
قال مايكل : “ إنَّ برامج الصابون تعكس عدم تعقيدات ودراما الحياة. من المرجح أن ينجذب الأشخاص الذين لديهم ميول سعيدة إلى هذا النوع، حيث يتسم هؤلاء الأشخاص بأنهم متعاطفون ومهتمون بالعلاقات الإنسانية”.
برامج الواقع والإثارة
ويقول علماء النفس أن محبين برامج الإثارة هم أكثر انفتاحًا على العالم وفقًا لـ Dennis ، فإن عشاق الإثارة هم من أكثر الأشخاص انفتاحًا على المغامرة والسفر، حيث يكون في تلك النوعية من البرامج التهديد بالقتل أو الأسر حاضرًا دائمًا ، وعادةً ما تؤدي تقلبات الحبكة الذكية إلى تعقيد الأمر، ويوضح أنه لهذا السبب يميل الأشخاص الذين لديهم شخصيات مغامرة إلى تقدير أفلام الإثارة، وعادة ما يكونون طموحين وحالمين.
أما عشاق تليفزيون الواقع؛ فهم من أكثر المشاهدين ودية ، حيث يشاهد أربعة من كل عشرة – تم إجراء التجارب عليهم – شكلاً من أشكال البرامج الواقعية، كذلك يعشقون أن يكونوا مركز الاهتمام.
وقال دينيس أن “تليفزيون الواقع هو مزيج مثير للاهتمام من الحياة الواقعية، لهذا السبب، فإنهم يميلون إلى جذب المشاهدين الذين لديهم شخصيات اجتماعية”.
كما يوفر تليفزيون الواقع – أيضًا – نافذة لمشاهدة التفاعلات الاجتماعية التي قد لا نراها عادةً، على حد تفسير العلماء، والتي يمكن أن تساعد في دعم مهاراتنا الاجتماعية.