منال قاسم تكتب: النجاح لا يتطلب الموهبة أو الذكاء

توصل فريق بحثي إيطالي إلى أن الحظ يلعب دورا رئيسيا في نجاح كثير من الناس، وأن الأشخاص الأكثر نجاحا في العالم ليسوا بالضرورة هم الأكثر موهبة، “بل الأوفر حظا”.

عادة ما نرجع نجاحنا، من قبيل الثراء أو الإنجاز، إلى رجاحة عقولنا أو اجتهادنا، أو غيرها من الملكات والمهارات الشخصية، وقليل أن تجد شخصا يُرجع نجاحه ببساطة للحظ السعيد!

لكن لو كان النجاح فعلا وليد المهارة، لماذا إذا نرى كثير من الأغنياء قدراتهم محدودة؟ ولماذا الأذكياء بيننا ليسوا بالضرورة هم من يتربعون على قمة الثراء فى العالم ويتصدرون المناصب ؟!
حولنا الكثير من الأمثلة التى تؤكد أن النجاح حليف ذوي القدرات المتواضعة، وللأسف الشديد ضاع كثير من الموهوبين في خضم الأحداث وتصدر المشهد بعض الأدعياء تيار يحملهم ويعلوا بهم

فهل كان الأنجح هم أيضا الأكثر قدرة؟!.. ربما ظننا ذلك، إذ أننا نفترض أن من جد وجد، بمعنى أن المكافأة تأتي انعكاسا لقدرات الفرد. لكن الوضع لم يكن كذلك، بل في الغالب كان الأكثر نجاحا هم أشخاص من أصحاب القدرات المتواضعة والحظ السعيد”.

هناك التقاء واضحا بين النجاح والحظ، فالتعرض للفرص المواتية الواحدة تلو الأخرى وراء إحراز نجاح باهر حتى لو كانت قدرات الفرد دون الأكثر موهبة والأشد ذكاء، وهو ما نراه في العالم من حولنا، فكم من أشخاص لا نعتبرهم أذكياء نراهم وقد بلغوا مراتب رفيعة من الثراء والنجاح!”
يشير الباحثون إلى ضرورة تحلي المرء ببعض الموهبة حتى يتسنى له استغلال الفرص الراجحة، كأن يكون على قدر من الذكاء أو العمل الجاد. غير أن الموهبة وحدها ليست كافية، فطبقا للتجربة ، كان الأشخاص الأكثر موهبة قِلة بين زمرة الناجحين. ولكن ليس بالضرورة أن تكون الفكرة فى ذكاء هؤلاء أو جديتهم فى العمل بل يكفى كلمة استغلال فهم ليسوا المستثمرين للفرص فحسب ولكن هناك فى حياتهم محطات كثيرة للأستغلال بمعنى الكلمه

وحتى يجد الموهوبون فرصتهم في التألق والابتكار. لابد أن تعاد صياغة واستثمار ذوى المواهب والاعتماد عليهم اجتماعيا فهم الاكثر قدرة على قيادة أدق المراحل في حياة المجتمعات

وقد نجد أن هذا الأمر ينعكس بشكل مدهش على المجتمع ككل، مما يوفر تكافؤا للفرص للجميع، ويؤدي إلى “تحسين التعليم والصحة في إطار مشروع عبر إتاحة الفرص المواتية للأشخاص منذ صغرهم، وهو ما يفسح المجال للمواهب الغائبة للخروج إلى النور”.

زر الذهاب إلى الأعلى