رشا ضاحي تكتب “رحلة”: (٧) الودود
تتواصل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم “الودود”.
ورد اسم الله تعالى “الودود” مرتين في القرآن الكريم:
في قوله تعالى:
{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} (هود: ٩٠)
وقوله جلَّ وعلا: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} (البروج:١٤)
والودود هو الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت قلوبهم إليه ودا وإخلاصاً.
والودُّ يختلف عن الحب، فالحب ما استقر في القلب، والودُّ ما ظهر على السلوك.
وكل ودود مُحب، وليس كل مُحب ودود.
وكل ودود أساسه مشاعر الحب في قلبه.
ومن مظاهر تودد الله سبحانه وتعالى لعباده
أولا : حبه ووده جل وعلا لجميع خلقه، فهو الودود الذي يحب الخير لهم ويتودد إليهم بأنواع الاحسان كلها
ويسبغ عليهم نعمه بما لا يعد ولا يحصى
ثانيا : أنه سبحـــانه وتعالى يحب التوابين ويتودد إليهم بالمغفرة والرحمة
قال تعالى:
﴿وَاستَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي رَحيمٌ وَدودٌ﴾
(هود: ٩٠)
ثالثا : من مظاهر وده جل وعلا تودده لعباده المؤمنين خاصة فمن أراد المزيد من وده ولطفه يجب عليه أن يلزم طاعته
قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا﴾
(مريم: ٩٦)
إن في هذا الاسم الكريم العظيم دافعا للمؤمن أن يتقرب للودود سبحـــانه وتعالى بمزيد من النوافل والطاعات ،
وفيه حث للمذنب أن يعود إلي الودود رجاء عفوه
قَالَ الإِمَامُ اِبْنُ جَرِيرٍرَحِمَهُ اللهُ
فَإِنَّ اللهَ ذُو مَحَبَّةٍ لِمَنْ أَنَابَ وَتَابَ إِلَيهِ، يُوِدُّهُ وَيُحِبُّه فَيُودِّدُهُمْ إِلَى خَلْقِهِ
و كان هرم بن حيان ( وهو أحد عمال عمر بن الخطاب) كان يقول :
مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، إِلاَّ أَقْبَلَ اللهُ بِقُلُوْبِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَيْهِ، حَتَّى يَرْزُقَهُ وُدَّهُم
ما أجمل الود بين البشر وما أنفعه لهم
حتى نلتقي دمتم في رعاية الله