بعد انتظار عاماً كاملاً بسبب جائحة كورونا.. العالم فى انتظار حفل افتتاح “أولمبياد الوباء”

مصادر – بيان

تنطلق اليوم الجمعة، مراسم حفل افتتاح أولمبياد طوكيو في العاصمة اليابانية، طوكيو فى تمام الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي في الملعب الأولمبي الذى سيخلو من الجمهور، ويؤكد مراقبون أن اليابانيين أنفقوا الغالي والنفيس لإقامة هذه الألعاب التي أقر الإمبراطور اليابانى أنها “لم تكن سهلة أبداً”. 

وكان الإمبراطور الياباني ناروهيتو، قد افتتح رسمياً الألعاب مساء أمس، قبل إشعال الشلعة الآوليمبية، إيذاناً بانطلاق الحدث الرياضي العالمي الذي يستمر حتى الثامن من شهر أغسطس المقبل.

ويحضر “أولمبياد الوباء” كنا يطلق عليها، ١٠٠٠ من الشخصيات الهامة، على رأسهم إمبراطور اليابان ناروهيتو، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، والسيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويأتى هذا فى الوقت الذى غاب فيه معظم رؤساء العالم عن حضور الحدث فى مكان إقامته بالعاصمة اليابانية.

وأوليمبياد طوكيو هى أول ألعاب يتم تأجيلها في زمن السِلم، وقد كبن محددا لها شهر مارس من العام الماضى، وهدّدتها ظروف جائحة كورونا حتى كادت تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب العالمية الثانية التى يتم إلغاؤها، لولا أن المسؤولين اليابانيين أصروا وعملوا على إقامتها في ظل معارضة شعبية واسعة لاستضافة الحدث العالمي.

ومع الوقت والإنجاز على مستوى اللوجستيات تراجعت حدة المعارضة لإقامة الألعاب، حتى وصلنا إلى يوم الافتتاح المرتقب، حيث يحتشد المئات من اليابانيين خارج الملعب لمشاهدة الألعاب النارية والاستماع إلى الأصوات الصادرة من الداخل، يواجههم في المقابل عشرات الأشخاص المعارضين لإقامة الأولمبياد، والمطالبين يإلغائها وتوجيه الأموال المنفقة لمساعدة القطاع الصحي.

واتخذت السلطات اليابانية تدابير قاسية للبعثات والفرق، حتى من قبل وصولها الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص “بي سي آر” وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها “أوتشا”، وعلى الرغم من هذا ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح.

ولتجنّب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظراً على المعانقة أو المصافحة فى أعقاب تحقيق الانتصارات والنتائج الجيدة.

وشهد حفل الافتتاح وقوف الحاضرون دقيقة حدادا على أرواح الذين توفوا بسبب فيروس كورونا، كما كان مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية، التى وقعت في شهر مارس 2011، إثر وقوع زلزال مدمّر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي، أدى إلى تسونامي هائل، ضرب المفاعل وأدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.

وعلى رأس وفد مكون منه ومن وزير واحد فقط، بسبب الظروف الصحية، وصل الرئيس الفرنسى ماكرون إلى العاصمة اليابانية الجمعة لحضور حفل الافتتاح، الذى من المتوقع أن يكون نسخة أقل إبهارا عن الاحتفالات السابقة، ويحاول المنظمون تعويض المشاهدين عن الإبهار بتكنولوجيات بث وابتكارات متطوّرة ليتمكنوا من معايشة الحدث، حيث أنشئت شركة “أو بي أس” (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.

وسوف يتمكّن الرياضيون أيضاً من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

وواجه إقامة الأولمبياد انتكاسات كثيرة، قبل انطلاقها، منها إعادة مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظراً لكلفته المرتفعة، فيما كبّد التأجيل نفقات إضافية بقيمة 2,6 مليار دولار، واستقالة رئيس اللجنة التنظيمية تسونيكازو تاكيدا في 2019 بسبب اتهامات بالرشوة، ورئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري في شهر فبراير الماضي بعد تصريحات مهينة له بحق النساء، وصولاً إلى استقالة المؤلف الموسيقي كيجو أويامادا الذي شارك في تصميم حفل الافتتاح على خلفية قصة تنمر قديمة بحق رفاق له أيام الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإقالة المدير الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام هيروشي ساساكي بعدما شَبَّهَ ممثلة كوميدية بدينة بالخنزير، وصولا إلى إقالة – أمس الخميس – مخرج حفل الافتتاح كنتارو كوباياشي، الشخصية المسرحية المعروفة في اليابان، على خلفية مشهد هزلي منذ أكثر من عقد من الزمن تطرق فيه إلى المحرقة اليهودية.

زر الذهاب إلى الأعلى