“ضحت بعمرها علشان يكبر”.. ابن يقتل والدته لرفضها تناوله المخدرات
كتب: إسلام فليفل
منذ عشرين عامًا توفى الزوج، فجأة وجدت “فطيمة.ظ” نفسها بمفردها ومعها طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره بحاجة إلى من يعوله وينفق عليه، لم تترك “فطيمة” نفسها وابنها فريسة للظروف ولم تتخاذل عن واجبها بل قررت أن تعمل ليل نهار لتستطيع أن تنفق على ابنها الوحيد وتجعله يستمر فى المدرسة حتى يحصل على الشهادة الجامعية ويرفع رأسه وسط الناس.
بدأت “فطيمة” العمل كخادمة فى البيوت، كانت تواصل الليل بالنهار من أجل توفير لقمة العيش لها ولابنها، وسط تلك الحياة الصعبة على سيدة بمفردها كانت تقاوم من أجل أن ترى الفرحة على وجه ابنها، كانت دائمًا تقول له” أنا هحرم نفسى من كل شئ حتى تكبر وأفتخر بك”، كان هدف تلك الأم أن تفتخر بأنها تراه يتزوج من الإنسانة التى أحبها، وكل ما تريده هو ألا تجعله يشعر بفقدان الأب أو أنه أقل من أى أحد.
سنوات من الشقى والسعى وراء لقمة العيش قضتها” فطيمة”، فى سعادة بالغة لتأدية واجبها تجاه ابنها الذى لم تجعله يعمل يومًا أو يساعدها فى شئ، كل همها أن يحصل على شهادته، لا تريد له أن يلقى بنفسه فى دوامة الدنيا الطاحنة.
تحملت الكثير من أجله وعندما جاء يوم رد الجميل، خذلها أبنها الوحيد، بعد أن أنهى دراسته وحصل على شهادته بدأ فى البحث عن عمل ولكنه تعرض للفشل المتكرر، عزيمته ضعيفة لم يرث إصرار والدته وعزيمتها الصلبة، فالفشل جعل منه فريسة سهلة فى أيدى أصدقاء السوء الذين نجحوا فى السيطرة عليه وجعله واحدًا منهم.
ليتحول الشاب اليافع الذى ضحت والدته بحياتها وسعادتها من أجله إلى مدمن للمخدرات، تبدل حاله وأصبح إنسانًا بلا طموح، تحول قلبه إلى قطعه من الحجر لم يلين أمام توسلات والدته وبكائها على حاله وتدهور صحته.
فجأة شعرت الأم أن كل ما تحملته ضاع هباءً ونظرت إلى حلمها وهو يتحول أمام عينيها إلى كابوس مفزع، حاولت كثيرًا معه ولكن كل محاولاتها فشلت، كان قلبها يعتصر ألمًا على ما وصل إليه حال ابنها، لأول مرة لم تكن الأم تعرف ماذا تفعل، شعرت باليأس والضياع.
لم تنجح فى السيطرة على ابنها الذى بدأ يسرق أموالها وشقاها من أجل إنفاقه على شراء المخدرات، كان كل يوم يتشاجر معها ويسبها بأفظع الألفاظ، ويتعدى عليها بالضرب المبرح، لم تكن الأم تعرف ذلك الشخص، كان غريبًا عنها ولكن قلبها كان يعرفه جيدًا فهو ذلك الطفل الصغير الذى فقد كل شئ إلا والدته، شهور من المعاناه والوجع عاشتها” فطيمة” حتى تطور الأمر بالابن العاق إلى أنه بدأ يسرق أثاث المنزل ويبيعه إلى محلات الأثاث المستعمل بمنطقته بمحافظة الغربية من أجل شراء المخدرات، كانت “فطيمة” تذهب من وراءه وتدفع أموالًا طائلة لاسترجاع أثاث منزلها المسروق.
ظلت الأم على تلك الحالة، حتى استقبلت اتصالًا هاتفيًا من مالك أحد محال الأثاث يخبرها بأن ابنها قد باع له أجزاء من أثاث منزلها، طلبت منه عدم إعطائه مالًا وأن ينتظرها إلى أن تأتى إليه وبالفعل احتجز صاحب المتجر الابن العاق لديه ورفض إعطاءه المال إلى أن تحضر، وبمجرد وصول الأم المسنة بدأت تصرخ فى وجه ابنها على بيعه أثاث المنزل وطلبت منه العودة معها إلى المنزل وبمجرد أن ابتعدت الأم وابنها بخطوات عن متجر الأثاث، فوجئت بأبنها يجذبها بقوة من ملابسها ويدفعها على الأرض ثم أخرج سكينًا كانت بحوزته وطعنها 6 طعنات، كانت الأم تنظر إلى ابنها وهى فى حاله من الذهول كيف تحول الطفل الصغير إلى ذلك الوحش الذى قتل والدته.
انتقلت قولت الأمن إلى مكان الواقعة، وتبين من خلال المعاينة التى جرت بمعرفة ضباط قاطاع مباحث الغربية، تحت إشراف نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الجثة التى عثر عليها لسيدة مصابة بطعنات بالصدر والرقبة، وتبين أن وراء ارتكاب الجريمة نجل المجنى عليها.