ردود أفعال الإخوان فى دول الجوار واليمن وقطر وتركيا على انتفاضة الشعب التونسى ضد الجماعة الإرهابية
تقرير يكتبه: على طه
فى رد فعلها على أحداث تونس وقرارات الرئيس قيس سعيد زعمت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أنّ تطورات الأحداث المفاجئة الجارية في تونس، تهدد وحدة الشعب التونسي ومسيرته الديمقراطية التي اكتسبها بعد كفاح طويل ضد الاستبداد والفساد، حسب موقع الجماعة الرسمى “إخوان أون لاين”.
مدارة، وتقية، وتلون
وفى محاولة من الجماعة إلى إيقاف كرة الجليد المنحدرة بقوة فى طريقها ضد مصالحها، لجأت الجماعة إلى تغيير خطابها على وجه أخر لاجئة إلى أسلوب المدارة، والتقية، والتلون، وهى صفات لصيقة بالجماعة طوال تاريخها، لذلك دعت الجماعة فى بيانها جموع التونسيين – المؤيدة لقرارات الرئيس البونسى قيس سعيد لبرلمية إلى إبعادها عن السلطة – إلى “التداعي إلى حوار جاد قطعاً للطريق المؤدية إلى تدهور الأحداث وانزلاق البلاد إلى ما لا تحمد عقباه من مزالق العنف والتخريب والدماء، التي لا يرضاها أي مخلص لتونس” حسب قولها.
وطالبت الجماعة بإعادة تفعيل البرلمان، ووقف محاولات تعطيله، والاتفاق على أجندة عمل وطنية تعالج التحديات الخطيرة التي تهدد الشعب التونسي.
اتحاد العلماء الإخوانى
فى نفس الوقت أفتى ما يُسمّى اتحاد علماء المسلمين (الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان)، الذي أسسه يوسف القرضاوي، بأنّ قرارات الرئيس التونسي “لا تجوز شرعاً ولا أخلاقاً”.
وزعم الاتحاد، في بيان أصدره أمس، أنّ هذه القرارات “تمثل انقلاباً على إرادة التونسيين والمؤسسات المنتخبة واتخاذ إجراءات أحادية أمر خطير ولا يجوز شرعاً ولا أخلاقاً ولا عرفاً”.
وفي إطار التحريض على العنف، قال الاتحاد الإخوانى: إنّ “حماية العقد الاجتماعي والحفاظ على الحريات وحقوق الشعب فريضة شرعية على جميع مكونات الشعب التونسي، وإنّ الحفاظ على المؤسسات الدستورية واجب وطني”.
تركيا
وفى رصد لردة فعل الدول الراعية لجماعة الإخوان، استنكرت تركيا ما اسمته “تعليق العملية الديمقراطية” في تونس، وفى هذا الصدد، غرّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أمس الاثنين على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” فكتب: “نرفض تعليق العملية الديمقراطية وتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب في تونس الصديقة والشقيقة”.
وأعربت الخارجية التركية عن قلقها العميق جراء ما اسمته “تعليق” عمل البرلمان الذي يمثل الإرادة الشعبية في تونس، آملة في إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية في إطار أحكام الدستور التونسي بأسرع وقت، حسب بيان رسمى لها.
قطر فى المشهد
ومن جانبها لم تغب قطر عن المشهد، خاصة أنها من الدول الداعمة لحركة النهضة، لكن لهجتها هذه المرة فى التعاطى مع الأزمة كانت أخف حدة، حيث دعت الخارجية القطرية أطراف الأزمة التونسية إلى “تغليب صوت الحكمة وتجنّب التصعيد”.
وطالبت فى بيان لها أن “تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة”.
وأثارت ردود الفعل التركية، والقطرية رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي، الذى عبّر عن انزعاجه على، فكتب على تويتر: “لماذا السعار الإعلامي والعويل الذي نشاهده في قنوات تركيا وضيوفها، وقناة الجزيرة وشقيقاتها، في شأن تونسي بحت”؟
ميليشيات ليبيا
وفى سياق قريب، أعلنت ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان غربي ليبيا تعلن حالة الطوارئ داخل معسكراتها، وتستدعي كافة عناصرها بأوامر عليا من قادة التنظيم، وفق “سكاي نيوز” عربية.
وأفادت مصادر فى طرابلس: إن قادة تنظيم الإخوان في ليبيا أجروا عدة اجتماعات بعد قرارات الرئيس التونسي، وحدث تواصل مع قيادات الإخوان في تونس، وبعدها أعلنت ميليشيات الإخوان حالة الاستنفار داخل معسكراتها.
الجزائر
وفى الجزائر صدر عن حزب حركة مجتمع السلم (حمس) الإخواني، وهو أكبر حزب إسلامي فى البلاد (ترتيبه الثالث من حيث عدد المقاعد بالبرلمان الجزائري) بيان جاء فيه أنّ ما حدث في تونس يُعتبر “انقلاباً على الدستور وعلى الإرادة الشعبية للأشقاء التوانسة المعبر عنها في الانتخاب التشريعية السابقة”.
وأضاف بيان للحزب صدر أمس ونقلته وكالة الأنباء الألمانية: إنّ ذلك يُعد “إفشالاً ممنهجاً للانتقال الديمقراطي التونسي الذي صنع التميز والأمل لدى التونسيين والشعوب الحرة في العالم”.
موريتانيا
وفى موريتانيا قال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الاسلامي، في بيان أوردته وكالة “فرانس برس”: إنّ “الشعب التونسي ارتبط في وجدان الأمّة بالثورة وإرادة الحياة وكسر القيود، ويجب أن يعزز تلك الصورة الوهاجة برفض صارم للانقلاب وكل مخرجاته”.
وأكد الحزب الموريتاني دعمه لـ”الهيئات الشرعية في تونس”، مهيبا بـ”القوى الديمقراطية في تونس أن تتجاوز خلافاتها وتحمي الثورة والديمقراطية” حسب قوله.
الإخوان في اليمن
أمّا الإخوان في اليمن، فقد دفعت أحداث تونس وقرارات الرئيس التونسي، إخوان اليمن والمتشددين سياسياً في الحركة في إمارتى تعز ومأرب إلى المطالبة بالمزيد من السلطة المطلقة، والمغلقة عليهم، لكنّ أصواتاً إعلامية تابعة قدّمت لهم نصحاً، للاستفادة ممّا حدث لهم في مصر وتونس.