“حاول سرقتها فصرخت”.. إنهاء حياة مسنّة على يد عاطل في إمبابة
كتب: إسلام فليفل
قضت “منال” حياتها فى أعمال الخير، كانت تقوم بتحفيظ القرآن الكريم لأطفال المنطقة من دون مقابل، كل ما كان يشغل بالها هو الدعوة إلى الله، كان سكان المنطقة يطلقون عليها الملاك، نظرًا لحبهم الشديد لها وتقديرهم لمجهوداتها فى مجال الخير، كانت تساعد الفقراء والمحتاجين وتسعى دائمًا لتوفير العلاج لغير القادرين، حب الناس كان رصيدها، ورغم أنها لا تمتلك سوى معاشها الشهرى الذى لا يتجاوز بضعه مئات من الجنيهات، إلا أنها لم تبخل يومًا بالمساعدة تجاه أى محتاج.
عاشت وسط محبة الناس ورضا الخالق، كانت تستعد لأداء فريضة الحج، السعادة لم تكن تفارقها بسبب زيارتها لبيت الله الحرام، ولكنها لم تكن تعلم أن شاب فاسد سوف يقتحم حياتها الهادئة لينهى حياتها ب18 طعنة قاتلة.
كعادتها خرجت “منال” لزيارة إحدى السيدات التى تقوم برعايتها وتقديم المساعدة لها، جلست معها عدة دقائق اطمئنت خلالها على حالتها ثم ذهبت لتحفيظ القرآن الكريم، بعد ذلك توجهت إلى السوق لشراء بعض احتياجات المنزل وأثناء عودتها فوجئت بشاب نحيل يخرج من العقار مسرعًا بمجرد أن شاهدها، عرض عليها مساعدتها فى حمل “الأكياس البلاستيك”، وأثناء صعودهما تلقت اتصالًا هاتفيًا من إحدى أقاربها تسألها عن حالتها الصحية وأحوالها، كانت منال تتحدث فى الهاتف، ولم تكن تعلم أن ذلك الشاب ينصت جيدًا إلى حديثها، وأثناء اقترابهما من الشقة وضع الشاب “الأكياس” بعد أن سمع حديثهما وهى تقول: “هصلى وهنام شوية”.
بعد ما يقرب من ساعة عاد الشاب مرة أخرى إلى شقة منال، تسلل إلى داخل المنزل بعد أن كسر باب الشقة، واستولى على مبلغ مالى قدره 100جنيهًا، وهاتفين محمول، وأثناء محاولة خروجه من الشقة فوجئ ب”منال” تقف أمامه فى حالة من اندهاش ممزوجة بالخوف الشديد، وحاولت أن تصرخ إلا أن الشاب انقض عليها وأوقعها أرضًا، ثم أمسك بإسدال وقام بمحاولة خنقها إلا أنها قاومت بشدة، لم يستطع الشاب النحيل السيطرة على السيدة التى كادت تلوذ من بين يديه، فسيطر عليه الخوف، ليخرج مطواة ويقوم بطعنها 18طعنة قاتلة بأنحاء متفرقة من جسدها، ويتركها غارقة فى دمائها ويلوذ بالفرار.
تلقى مأمور قسم شرطة إمبابة، إخطارًا من شرطة النجدة بالعثور على جثة سيدة مقتولة داخل شقتها بمنطقة إمبابة، وانتقلت قوة من القسم إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة لسيدة تدعى “منال عبد الرحمن” 58سنة، ترتدى ملابسها كاملة، وبها آثار خنق بالرقبة و18 طعنة متفرقة، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث، وأكدت التحريات أن المجنى عليها تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع، وأنها تعمل كمحفظة للقرآن الكريم، وتقيم بمفردها فى المنزل.
جهود البحث توصلت إلى أن عاطلًا يدعى” عبد الفتاح” سبق اتهامه فى 5 قضايا سرقة، وراء ارتكاب الجريمة بدافع السرقة، إذ شوهد فى وقت معاصر لوقوع الجريمة.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنوا من ضبطه، وأقر بجريمته معللًا السبب” أنا كنت هسرق وماشى”، حيث قررت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.