د. ناجح إبراهيم يكتب: ابتسم.. لتصفو الحياة
نعم الله حولك كثيرة، تستحق أن تبتسم لتصفو لك الحياة، هذا ما يرمى إليه هذا المقال لكاتبه الكبير المفكر الإسلامى د. ناجح إبراهيم والمقال منشور بجريدة “الشروق” وهذا نصه:
ابتسم لأن نبى الإسلام كان دائم الابتسام، ابتسم فإن بسمتك صدقة لك عند ربك وهدية لأحبابك، ابتسم فابتسامتك تبعث الأمل فى النفوس البائسة واليائسة.
ابتسم للمريض لأنها تعجل بشفائه وهى جزء من علاجه وتعد طاقة معنوية خارقة لهزيمة مرضه.
ابتسم فابتسامتك تسعد والديك وهى من أعظم أبواب برهما، ابتسم حينما ترى والديك فهناك الكثير فقدوا والديهم يتمنون أن ينظروا لحظة فى وجوههم ويمنحوهم ابتسامة صافية.
ابتسم حين تستيقظ لأن الله قد مد فى عمرك ومنحك فرصة ثمينة جديدة لطاعته وعبادته وتعمير الكون وخدمة الآخرين.
ابتسم فالابتسامة تحول خريف حياتك ومن حولك إلى ربيع، ابتسم ليتحول ظلام حياتك إلى نور يضىء قلبك ونفسك، ابتسم لتزيل الآلام من بدنك ونفسك وتزيل آلام الآخرين المادية وحاجاتهم النفسية.
ابتسم لأن البسمة هى رسالة الحب بينك وبين الناس، ابتسم لتكسب القلوب وتطفئ العداوات ويحل السلام، ابتسم لتدخل السرور على قلوب إخوانك وأحبتك وأصدقائك.
إذا كنت قادرا على الابتسام المتواصل فثق أن كل أمورك ستتحسن، البسمة تزيل الفوارق بين الطبقات، تزيل رغبات الانتقام والعدوان بين الناس، أنا أبتسم إذا أنا بخير، أنا أبتسم إذا أنا موجود.
ابتسم للسجين فلعل هذه البسمة تبعث نور الحب فى قلبه وتطفئ دواعى الانتقام وتشعل الأمل فى نفسه بقرب الفرج والصبر لا الجزع.
ابتسم لخصمك فربما أزالت هذه البسمة عداوته وأحقاده التى لا تذيبها السنوات ولعل البسمة قادرة على إذابتها «ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌ حَمِيمٌ».
ابتسم للفقير فهى رمز تواضعك له وتعاطفك معه، وهى أفضل عنده من أى صدقة مادية.
ابتسم لضيفك فذلك أدعى لسروره ومحبته لك، وأفضل عنده من أشهى الأطعمة.
ابتسم لزوجتك لأنها مدخل لتجدد المحبة وعنوان التواصل بينكما، ورسالة ضمنية بأنك ما زلت تحبها، ولأنها أجمل بداية حين اللقاء وأحلى ختام عند الفراق.
ابتسم فالابتسامة تغلق أبواب الهم وتضىء مصابيح الفرج.