ليست بعيدة عن دراما الحياة.. أفلام تكشف الجناة الحقيقيون فى جريمة “كورونا”

كتب: على طه

جاء فيلم “التفشي” إنتاج 1995، ومن بعده بست سنوات فيلـــم “كونتاجيـــون” أو “المـــرض المعـــدي” إنتـــاج 2011، ، وبينهما فيلم carriers الفيروس القاتل ٢٠٠٩، تستلهم ما يمكن أن تواجهه البشرية، إزاء تفشى وباء عالمى، يفتك بها، ولم يمضى كثير من السنوات حتى جاءت جائحة كوفيد – 19 تفتك بملايـــين البشـــر وتعطل العديد من أوجه الحياة، على الأرض على الرغـــم مـــن كل التدابيـــر والاحتياطات الوقائيـــة، لتثبت الدرامـــا المتخيلة أنها ليست بعيدة عن دراما الحياة، وأنها حاضرة وسابقة عليها فى أحيان كثيرة.

“التفشي”
فيلم “التفشي” من إنتاج عام 1995، كان يبحث عن جانى حقيقى، يقف وراء مرض “الأيدز” الذى أصاب العالم بالرعب عندنا ظهر، وصار ينتقل بين الناس فى أنحاء العالم بالعدوى.
ويقدم لنـــا مكانا لتفشـــي الوبـــاء، غير الولايـــات المتحـــدة هذه المـــرة ولا إحـــدى مدنها، بل إنـــه في أفريقيا ومع اكتشـــاف الفيـــروس في أحـــد المعســـكرات فى القارة الموبؤة يدفع الأميركان إلى تدمير المعسكر بالكامل خوفا من تفشي الوباء الفتاك، وبالعودة إلى الواقعة بعـــد ســـنوات من خـــلال فريق أميركـــي للبحـــث في أصـــل الفيروس، تكـــون المفارقـــة أن قـــردا أفريقيـــا يتم تهريبه إلى الولايـــات المتحدة يكون هو حاملا للفيروس، ويبيعه أحد العاملين في المختبر في السوق السوداء من دون أن يعلـــم بأنه ناقل للعـــدوى، مما يؤدي إلى الكارثة التى تظهر نتائجها فيما بعد.
carriers الفيروس القاتل
فيلم carriers الفيروس القاتل، فيلم أمريكي يصنيف فى أفلام الرعب والدراما، وقصة فيلم carriers من تأليف ديفيد باستور وأليكس باستور ، ومن إخراج أليكس باستور ، عرض الفيلم لأول مرة في 14 / أبريل / 2010 م في الولايات المتحدة الأمريكية .
وفى الفيلم يهاجم فيروس قاتل وخطير العالم، ويهدد البشرية بالإنقراض، وتحاول مجموعة من الناس من غير المصابين، الهرب لمكان بعيد عن الفيروس القاتل، ولكن البشر المتبقين يخوضون حربا شرسة للبقاء على قيد الحياة، وفى سبيل ذلك يدمرون كل ما هو أمامهم، ليكتشفوا فى النهاية أن عدوهم الحقيقي ليس الفيروس القاتل إنما هم البشر الأشرار الذين قتلوا بعضهم البعض، وأن السر مصدره البشر وليس أي مخلوق أخر .
وورلد وور زي World War Z”
ويأتى فيلم وورلد وور زي World War Z”، من إنتاج عام ٢٠١٣ والذي يجسد فيه براد بيت شخصية البطل “جيري” محقق الأمم المتحدة الذي يحاول إنقاذ البشرية من الفناء تحت وطأة مرض أصاب معظم السكان.
وتبدأ أحداث الفيلم بلقطات إخبارية حقيقية من الواقع تتحدث عن بعض المشاكل البيئية والأوبئة المنتشرة مثل انفلونزا الطيور، ثم تأخذنا الكاميرا لعائلة صغيرة سعيدة، الأب “جيري لين” محقق سابق لدى الأمم المتحدة، اختار التخلي عن وظيفته لمساعدة زوجته “كاري لين” في تربية ابنتيه.

لكن تحاصر أزمة خانقة العائلة وهى متجهه إلى أعمالها اليومية، وحالة غريبة تحيط بمنطقتهم، المذياع يبث أخبار عن انتشار وباء، ويتضح أن الوباء قد وصل مدينتهم (فيلادلفيا).
الوباء الفيروسي الذي لا يقتل الأشخاص، بل يحولهم إلى موتى أحياء “زومبي”، يسعى فيها المصاب لنقل العدوى حتى لو كلفه ذلك حياته، مما يزيد من تأزم المشكلة.
وتعم الفوضى المدينة، ويهرع الجميع إلى الأسواق لتخزين الطعام والأدوية، ومع تزايد حدة الأحداث يسارع الأب “جيري” للهرب مع عائلته فيقوم بالتواصل مع صديق قديم يدعى “تيري”، وهو نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ليرسل الأخير طائرة مروحية لتقل العائلة إلى باخرة في المحيط الأطلسي.
ويتجمع في الباخرة عدد من العلماء والمفكرين لاكتشاف أسباب المرض وطرق علاجه، ويعقد المسؤولون اتفاقية مع “جيري” لمساعدتهم في حل المشكلة مقابل حماية عائلته.
يتبنى عالمٌ شاب “أندرو فاسباخ” نظرية لحل المشكلة، تقضي بذهاب مجموعة صغيرة إلى كوريا الجنوبية للبحث عن أصل الوباء، فيترأس البعثة “جيري” في سبيل حماية عائلته، وتبدأ المفاجآت بالتكشف والمواقف تتأزم ويزداد خطر الوباء وتتعقد مشكلته.

“إنها تأتي في الليل”
وفى فيلم أخر يركز على “البحث عن ملاذ آمن” للنجاة من كارثة الوباء، يجىء فيلم “إنها تأتي في الليل” للمخرج تيري شولتس، وفيه تختبأ أسرة ناجية في مكان صغير بالغابة في هربا من كارثة أصابت أقـــرب الناس، لكن الأسرة تتحير في أمـــر البقاء في تلك البقعـــة المنعزلة مما يدفعها إلـــى محاولة التواصل مـــع آخريـــن مـــن أجـــل إنقاذ نفســـها وهـــي مغامـــرة أخـــرى خطيرة بســـبب صعوبة التمييز بـــين من هو مصاب أو غيـــر مصـــاب ويدفع الأســـرة لاحتجـــاز شـــخص مشـــتبه بـــه وربطه بشـــجرة فيما هو غير مصـــاب ويبحث عن الماء، فى خطأ يشير إلى ما سبق، وذهبنا إليه وهو أن المشكلة فى البشر الذين قتلوا بعضهم البعض، وأن السر مصدره البشر وليس أي مخلوق أخر .

“المـرض المعدي”
ويبقى فيلـــم “كونتاجيـــون” أو “المـــرض المعـــدي” إنتـــاج 2011 ،كان هو الفيلـــم الذي تم التركيـــز عليه إبان الجائحـــة، بسبب أنه الفيلم الذي اســـتبقها وتنبأ بها قبل ســـنوات من وقوعها، بل وشـــخّص كثيرا من الأعراض المرتبطـــة بفيروس كوفيـــد، وتتشابه أحداث الفيلم مع نشأة الفيروس إلى حد كبير إذ تدور أحداثه حول فيروس يظهر في آسيا، وينتقل سريعاً ويسبب وفاة الآلاف وسط تخبط حكومات الدول في محاولة للسيطرة على حالة الهلع الجماعي وإيجاد علاج سريع.
وينطلق الفيلم من حكاية سيدة عادت للتو مـــن رحلـــة خارجية وتم اكتشاف إصابتها بالفيروس والتي ظهر فيمـــا بعد أنها ليست الوحيدة المصابة وأن الفيروس قد انتشر فعليا، وبرع الفيلم فـــي نقل أجواء الروايـــة المأخوذ عنها والمليئة بالرهبة والترقـــب، لاســـيما وأن الأحداث تنتقل بنا من الولايات المتحدة إلـــى كوريا إلـــى غيرها في صـــورة من الهلع الجماعي.

ومازالت هوليوود تبحث عن إنتاج أفلام تعالج انتشار الأوبئة، والبشر الفاسدون الذين ينتجون أسلحة عضوية تسبب في تحول البشر إلى موتى أحياء.

زر الذهاب إلى الأعلى