أحمد عاطف آدم يكتب: فرائس وذئاب فيسبوكية (٢)
في قلب الصمت وتلاشي حميمية ودفء المشاعر الزوجية كنت “أتسكع” هنا وهناك ما بين الجروبات علَّني أجد ضالتي، ثم لفت نظري “بوست” للنقاش تم طرحه عن بيت القصيد في الخلاف الدائر بين الأزواج.
بدأت أتلصص على تفاعلات الأعضاء بحثًا عمَّا يشفي غليلي كزوج غلبان قتله روتين زوجته السمج، حتي وقعت عيناي أخيرًا علي تعليق لإحدى عضوات الجروب من بطلات الإعجابات الذكورية الكثيفة لزوم “الشقط”.
وعلى الرغم من أنه لا يروق لي على الإطلاق أن أذكر تلك الأحداث أو حتى أتذكرها أثناء اختلائي بنفسي لأنها تصيبني بالإحباط وتجعلني أسأل نفسي: هل مشاكلي مع زوجتي وإحباطي منها جعلني أخون في كل الاتجاهات!؟، إلا أنني قررت في النهاية سرد تلك الواقعة للقراء حتى يستفيدوا ويعرفوا قسوة الحد الثاني من سيف “الجروبات الفيسبوكية”.
عند تدشيني لحسابي علي “الفيس” جعلت صورة “بروفايلي” لشاب وسيم لا أعرفه – لأن علاقتي بالوسامة انقطعت منذ ولادتي.
ومع قلة حيلتي القدرية في الجمال إلا أنني أتمتع بأسلوب مميز تعتبره زوجتي سر انجذابها لي قبل أن تكتشف أسوأ ما في كرجل “حُرمجي”، ورضائها بنصيبها معي لم يكن لحبها الطاغي لي ولكن حفاظًا علي الأسرة.
المهم يا صديقي كان تعليق السيدة علي البوست المطروح للنقاش بأنها انفصلت عن زوجها بسبب جحوده وقسوته وعداءه للرومانسية، مما دفعني لتسجيل أول إعجاب علي كلامها، ثم تابعت معلقًا “الحال من بعضه”، فأعجبت هي بردي وقبلت طلب صداقتي الذي أرسلته بعد تسجيل إعجابي علي “بوستها” مباشرة، لإقناعها بالتواصل معي “خاص”، وبالفعل تم المراد واندمجنا مع بعضنا البعض.
حكت كل مآسيها وأحزانها وأدق أسرارها بعد ارتياحها لي وإدمانها الحكي معي، وأنا كنت أبالغ في البكاء وذم زوجتي لأستدر عطفها.
بمرور الوقت كنت شغوفًا للاطلاع علي المزيد من أدق التفاصيل التي مازلت لا أعرفها، مثل وجهها الحقيقي الذي استبدلته في حسابها “الفيسبوكي” بوجه طفلة باكية وخلافاتها مع زوجها، والمزيد هنا أعني به ما يدور بعقلك عزيزي الكاتب من تفاصيل تشغل الرجل عن خصوصيات المرأة، وهي بطبيعتها لن تبخل بشيء لأنها أدمنتني كغيرها، وقبل أن تظلمها في خيالك فهي ليست كذلك سيئة السمعة، بل وتر عاطفتها الأنثوي الذي أجيد العزف عليه بعدما أعطتني الفرصة بقبولها طلب الصداقة.
هذا الوتر هو السبب في تملكي قلبها وربما أشياء أخري سأخبرك بها أنت والقراء بوازع ما تبقي لدىَّ من أثر الضمير، وكي تعرفوا الفرق بين الفضفضة في حضن الأهل وبين الحضن الهلامي للأصدقاء.
وللحديث بقية…