هاني الجمل يكتب: نقاط مضيئة وأخرى مظلمة في دورة طوكيو

قبل أيام قليلة من اسدال الستار على دورة طوكيو الأولمبية ، مازال نتائج مصر التي تشارك ببعثة هى الأكبر فى تاريخها مخيبة للآمال ، خاصة إذا علمنا أن عدد اللاعبين المصريين المشاركين فيها بلغ 146 لاعباً ولاعبة.
ومما يزيد من خيبة الأمل رؤية مصريين آخرين يحملون جنسيات لدول عربية وأخرى أجنبية وهم يحققون الانجاز، ويحصدون الذهب والفضة والبرونز ، ويرفعون أعلام تلك الدول على منصات التتويج ، وتلك قضية اخرى تحتاج إلى مراجعة دقيقة من جانب من بيده الأمر .
ومما يخفف من الألم وجود مصريين آخرين يحملون الجنسيات الأجنبية كالأمريكية والكندية والايطالية ، أبوا على أنفسهم إلّا أن يشاركوا باسم مصر، رغم كل الاغراءات التي قدمت لهم وفي مقدمة هؤلاء الفارس نائل نصار الذي وصل مع زميله المصري محمد طاهر زيادة لنهائي منافسات قفز الحواجز الفردي لأول مرة منذ عام 1940 .
كما خفف من تلك الصدمة أيضاً ظهور منتحب مصر الأولمبي لكرة اليد بصورة مشرّفة بعد الفوز الساحق الذي حققه على المنتخب الألماني ، ودخولة إلى المربع الذهبي محاطاً بآمال كل المصريين ودعواتهم لاجتياز عقبة فرنسا يوم السبت المقبل ، كي يلعب النهائي لأول مرة في التاريخ العربي والإفريقي .
وإذا كان منتخبنا الأولمبي لكرة القدم قد اكتفى بالتمثيل المشرّف بعد أن خرج أمام منتخب البرازيل الذي خطف نقاط المبارة الثلاث ، فإن اللعبات الأخرى لم تكن أفضل حالاً. فقد ودّع أحمد صالح لاعب منتخب تنس الطاولة منافسات فردي الرجال من دور الـ32 بعد الخسارة أمام اليوناني باناجيوتيس بنتيجة 4-1 ، وفي السلاح ودّع محمد السيد المنافسات بعد الخسارة في دور الثمانية من لاعب منتخب أوكرانيا ايجور ريزالين بنتيجة 15-13، كما ودّعت اللاعبة المصرية يارا الشرقاوى، منافسات فردى سيدات سلاح الشيش ، بالخسارة من لاعبة إيطاليا أريانا أريجو فى دور الـ32 بنتيجة 15/ 2 ، كما ودّع الثنائي نهى هاني ونورا محمد منافسات فردي سيدات سلاح الشيش من دور الـ32 . وفي الرماية ودّع ثنائي منتخب مصر أسامة السعيد ويوسف حلمي منافسات 10 متر مسدس هواء للرجال ، أمّا في الشراع فقد ودّعت خلود منسى المنافسات بفارق ثلاث دقائق عن الإسبانية كريسينا باجو صاحبة المركز الأول. ولم يكن الوضع أفضل حالاً في التنس ، حيث ودّع اللاعب محمد صفوت المنافسات بعد الخسارة في الدور الأول بنتيجة 2-0 أمام لاعب كولومبيا دانيل جالان .
وإذا كانت تلك النتائج قد أغضبت المصريين ، فإن ما آثار حفيظتهم هو الانجازات التي نسبت لدول عربية وأجنبية بسواعد لاعبين ومدربين مصريين، تركوا مصر لسبب أو لآخر ورفعوا أعلامها في منصات التتويج الحالية في طوكيو . فعلى مستوى الرياضيين، شهدت أولمبياد طوكيو ظهور ثلاثة لاعبين حتى الآن ذوي أصول مصرية، ولكن يحملون جنسية دول أخرى، وهم الثلاثي شادي النحاس وأحمد عبدالواحد وفارس حسونة. فالأول لعب تحت علم كندا وحصل على ميدالية برونزية ، والثاني وهو أحمد عبدالواحد، فقد لعب تحت العلم الايطالي ليقود منتخب إيطاليا لألعاب القوى، إلى نهائي سباق 3000 متر موانع، في إنجاز تاريخي للاعب والمنتخب الذي اختار أن يلعب تحت رايته. أمّا الطامة الكبرى فكانت مع منافسات رفع الأثقال، بعدما تمكن البطل المصري السابق، فارس حسونة الذي خاض المنافسات بالجنسية القطرية من حصد أول ميدالية ذهبية لقطر في تاريخها، بعد أن تدرب تحت قيادة والده ابراهيم حسونه أحد أشهر لاعبي رفع الأثقال في تاريخ مصر والذي مثّلها في ثلاث دورات أولمبية سابقة. ومع بداية منافسات الخماسي الحديث، سنكون للأسف على موعد مع ظهور ثنائي مصري يلعبان تحت العلم الأمريكي، وهما عمرو وعمر الجزيري أحد أشهر لاعبي الخماسي الحديث في مصر خلال السنوات الماضية، ليستمر مسلسل إهدار المواهب المصرية.

خلاصة القول .. إذا كانت هناك نقاط مضيئة يمكن رؤيتها من خلال متابعتنا لدورة طوكيو الأولمبية ، فإن هنام نقاطاً أخرى تستحق المراجعة ، وتلك قضية أخرى تحتاج لبعض الشرح والتوضيح إن كان في العمر بقية .

زر الذهاب إلى الأعلى