الاحتباس الحراري يهدد دول حوض النيل بالاحتراق.. و”باريس للمناخ” حبر على ورق

تحذيرات عديدة وجهتها  دراسة أممية غير منشورة، بشأن الإنبعاثات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال الدراسة التي انفردت بيها وكالة الأنباء الفرنسية، إن الفترة القادمة قد تشهد بعض المساويء خاصة مع دول حوض المتوسط، ومنها دول عربية، إن لم تتخذ خطوات عاجلة لخفض الانبعاثات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وتتوقع الدراسة أن ترتفع درجات الحرارة في حوض المتوسط بمقدار 20% فوق معدلاتها الحالية، ما يعرض دول المنطقة لضغوط اقتصادية وبيئية هائلة أخطرها نقص المياه وحرائق الغابات. وقد بدأت كثير من دول المتوسط في المعاناة فعلا من حرائق غاباتها، كما في حالات تركيا واليونان والجزائر، والشح الكبير في المياه كما في حالة سوريا ودول اخرى غير مطيرة منها مصر.

وأشارت الدراسة إلى أن عدد كبير من الدول العربية تعرضت  لحرائق غابات خلال الفترة الأخيرة، منها الحرائق المتعدّدة في لبنان كحريق شمال لبنان الذي امتدّ إلى الحدود السّوريّة في 29 يوليو/ تموز المنقضي،. [2] بالإضافة إلى الحرائق التي تلتهم مناطق من سوريا منها  محافظة اللاذقيّة الذي أحرق معه ما يفوق الـ20 دونماً بحلول 18 من تموز الماضي، حتّى تم توقيفه قبل وصوله إلى المناطق المحيطة. وحرائق غابات تونس في نهاية تموز/ يوليو الماضي، التي أتت في ظلّ ارتفاع غير مسبوق لحرارة حيث تخطّت الـ50 درجة مئويّة. أو حرائق الجزائر التي اشتعلت لمدّة 8 أيّام، وقضت على 7 آلاف هكتار من الغابات الجزائريّة، بالإضافة إلى آلاف الهكتارات من الأشجار والمحاصيل. وصولاً إلى حرائق المغرب التي انتشرت على مدى حقول كثيرة بفعل الرّياح القويّة التي صحبتها.

بحسب منظمة المناخ الدولية، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض 1.1 درجة مئويّة  عما كان عليه في مطلع القرن العشرين.

 

وتوقعت الدراسة ارتفاع في نسبة مساحات الغابات المحترقة إلى 87% من مجموع مساحات الغابات على كوكب الأرض، في حال ارتفعت حرارة سطح الأرض بدرجتين مئويّتين عن مستويات ما قبل الثّورة الصّناعيّة. وفي حال ارتفعت بـ3 درجات، تصبح النّسبة 187%.

 

كما ترجح مسودّة الدراسة التي أعدتها اللجنة الأممية المعنية بمراقبة تطور وضع التغير المناخي IPPC،  أن خطر وفاة المسنين بسبب الحرّ في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا سيزداد بين 3 إلى 30 ضعفاً بحلول نهاية القرن. ويمكن أن تختلف هذه الأرقام إذا ما تمكّنت البشريّة من خفض انبعاث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري.

وفي عام 2015،  وقعت دول صناعية كبرى اتفاقية باريس للمناخ، إلا أن الالتزام بهذه التفاقية لا يزال محدوداً. كما تهدد الاتفاقية انسحاب الولايات المتحدة منها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان يشكك وعنصار إدارته في حقيقة التير المناخي وتأثيره.

زر الذهاب إلى الأعلى