« الدائرة المغلقة ».. كتاب جديد يحذر من اختراق الإخوان للغرب (1من3)
– مؤلف الكتاب لورنزو فيدينو مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن يخترق دائرة الإخوان المغلقة ويقدم رؤية غير مسبوق عنهم.
– الكاتب يستشهد بتجارب أفراد فى الغرب انضموا إلى جماعة الإخوان وانشقوا عنها ونبذوها.
– والكتاب يصف الجماعة بأنها: “كيان إشكالي داخل المجتمع الإسلامي.. ونفوذهم خطير”
–
كتب: عاطف عبد الغنى
“الإخوان المسلمون في الغرب كيان غامض، يقبع في الدائرة المغلقة” ، هذا الجملة المفتاحية يمكن أن نقدم بها كتاب الباحث لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، وهو مؤلف كتاب “الإخوان المسلمون الجدد في الغرب” الصادر عام 2010 فى سلسلة دراسات كولومبيا في الإرهاب والحرب غير النظامية
وفى كتابه الجديد “الدائرة المغلقة”.. يقدم الكاتب المتخصص فى دراسات التطرف رؤية داخلية غير مسبوقة لكيفية عمل واحدة من أكثر الجماعات الإسلاموية نفوذاً في العالم، وقد اعتمد فى بحثه على عدد من المقابلات أجراها مع أعضاء سابقين بالجماعة، وشركاء بارزين لها فى أوروبا، والمملكة المتحدة وأمريكا الشمالية، وقد راح يبحث عندهم على سبب وكيفية انضمام الناس إلى الجماعات الغربية التابعة للإخوان المسلمين وتركهم لها، أو الخروج منها.
واعتمادا على الشهادات التى حصل عليها الكاتب، وتجارب الأفراد الذين انضموا إلى جماعة الإخوان ونبذوها فيما بعد ينسج فيدينو رؤية جديدة، تبسط وجهات نظر هؤلاء الذين يمثلوا شهود عيان، ويقدموا ثروة من المعلومات الجديدة حول النظام الداخلي السري للإخوان، والشبكات التي تربط المجموعات الصغيرة فى التنظيم، لتكتمل الدائرة المغلقة.
يفحص – أيضا – الكتاب التكتيكات التي يستخدمها الإخوان لتجنيد الشركاء، والاحتفاظ بهم، ويجيب عن أسئلة من عينة: كيف؟ ولماذا؟ يتخذ الأفراد القرار الصعب بمغادرة الجماعة، كما يقول الكاتب.
ومن خلال روايات هؤلاء الأعضاء السابقين بالجماعة، وهى روايات متنوعة، استطاع فيدينو أن يرسم صورة لحركة شديدة التنظيم والتماسك، ومن خلال اختراقه غير المسبوق لفهم الجماعة، وفهمه لأنشطتها، ودوافعها التى ترتب عليها آثار سياسية مهمة فيما يتعلق بتنظيمات الجماعة فى الغرب، استطاع الكاتب أن يسلط الضوء على الآليات الأساسية التى تحرك الجماعة وكذا الجماعات المتطرفة التى تدور فى فلكها.
وفى وقت سابق قال فيدينو فى تصريحات خاصة لصحيفة “عرب نيوز” السعودية إن “جماعة الإخوان كيان إشكالي داخل المجتمع الإسلامي.. ونفوذهم خطير..”
ويأتى كتاب ” الدائرة المغلقة.. الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين والخروج منها فى الغرب” فى 11 فصلا، وبيانها كالتالى:
التعريف بالجماعة
يطرح الكاتب فى الفصل الأول من كتابه سؤال مفتاحى: ما هي جماعة الإخوان في الغرب؟، ويجيب اختصارا بالتالى:
الإخوان المسلمون هم أقدم الحركات الإسلامية وأكثرها نفوذاً في العالم، منذ تأسيسها في عام 1928 ، لعبت دورًا حاسمًا في التطورات السياسية والدينية والاجتماعية في العالم العربي، وأثرت بعمق على المجتمعات الإسلامية خارجها، بما في ذلك في الغرب.
ولقد شكلت رؤية الإخوان المسلمين للإسلام كنظام كامل وشامل، يحكم جميع جوانب الحياة الخاصة والعامة، أجيالًا من الإسلاميين في جميع أنحاء العالم ، منهم أولئك الذين يسعون إلى تنفيذ رؤيتهم من خلال الوسائل السلمية، ومنهم أولئك الذين يقومون بأعمال العنف الوحشي.
ويسرد الكاتب الرواية التاريخية لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، موضحا أنها سعت إلى إقامة خلافة إسلامية عالمية، ومؤكدا على أنها أثرت في الحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم من خلال نموذجها للنشاط السياسي جنبًا إلى جانب مع العمل الخيري.
ويضيف الكاتب أنه بحلول أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ، قُدّر عدد أعضاء الجماعة في مصر بنحو 500 ألف عضو، ووبدأ انتشار أفكارها في جميع أنحاء العالم العربي، وخلال الستينيات، انتقل الأفراد والمنظمات الذين لهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي إلى الغرب وأنشأوا شبكات في جميع أنحاء أوروبا أصبحت الآن مستقلة تمامًا عن الشرق الأوسط، ولقد تمكنت هذه الشبكات من ممارسة تأثير أكبر بكثير من أعدادها الصغيرة، كما يقول فيدينو، فى كتابه، ويكشف عن بعض من أهم ديناميات التعبئة للشبكات الجهادية في الغرب.
الفصل الثاني
ويأتى الفصل الثاني من الكتاب يحمل عنوان: “الانضمام إلى جماعة الإخوان وتركها”، ويؤكد فيه الكاتب أن الانضمام إلى جماعة الإخوان، سواء في الشرق أو في الغرب، عملية معقدة للغاية.
ويقول إنه على على الرغم من أن الجماعة تسعى إلى نشر رؤيتها للجماهير، إلا إن أولئك الذين يرغبون في أن يتمتعوا بالعضوية الكاملة فى الجماعة يجب أن يخضعوا لإجراءات مكثفة وطويلة للغاية، من الاختيار والتأهيل، وكلا المرحلتين تمكِّن المجموعة من البحث عن أفضل من يتم تجنيده فقط، من الأفراد ذوي الخصائص المحددة الذين يمتلكون الصفات والتصميم على اجتياز سنوات من الاختبارات والتدقيق من قبل قيادات التنظيم، وهذه العملية فى حد ذاتها تجعل من يمرون وينضمون للجماعة يشعرون بأنهم ينتمون إلى حركة نخبوية (مميزون).
كمال الهلباوي
ويأتى الفصل الثالث من الكتاب يحمل عنوان واحد من أشهر المنشقين عن الجماعة فى السنوات الأخيرة وهو كمال الهلباوي، ويروى الكاتب جزء من سيرة الهلباوي، واصفا أياه بأنه يتمتع بشخصية كاريزمية لا تعرف الكلل، وملتزم تنظيميا بشدة منذ أكثر من 60 عامًا، وينتمى إلى حفنة من الأفراد استطاعوا أن يشكلوا مسار الإخوان المسلمين في الغرب، وهو الرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا.
ولد الهلباوي عام 1939 في كفر البتانون، وى قرية صغيرة تقع فى دلتا مصر بمحافظة المنوفية، وبعد أن أثبت نفسه في المدرسة الابتدائية على أنه موهوب بشكل خاص، قرر والديه تسجيله في مدرسة سريعة المسار كانت ستسمح له بالالتحاق بالجامعة في سن أصغر من المعتاد، ومضى فى سلك التعليم إلى أن تخرج فى إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
نقلت وسائل أنباء استقالته من الجماعة يوم 31 مارس 2012 – على خلفية ترشيحها خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية…(يتبع)