وائل نجم يكتب: “نكاح البارت تايم”
الإعلام الجديد كالـ “فيس بوك” والبرامج مثل “تيك توك” منحت فرصة للمهمشين وباحثى الشهرة للظهور والانتشار، والوصول للناس فى مخادع نومهم.
ولا شك أن الإنسان يسعده أن يصبح متميزا بين أقرانه، ومع اختلاف طبيعة البشر تختلف السبل لتحقيق هذا الهدف، ومع الاندفاع الهيستيرى الحاصل الآن فى هذا الصدد، تهدر المصالح العامة، ويضار من لا ذنب لهم .
وكثيرا ما يتحول الباحثين عن الشهرة والمال فى أساليبهم المنحرفة، إلى ما يشبه العدوى، ويحثون غيرهم على اتباع نفس النهج، بل وينتقدون من يعارضونهم بعنف، ويتخذون من السخرية منهم وسيلة لإجبارهم على مجاراتهم.
وللأسف فإن تلك الظاهرة منتشرة بشكل كبير لدى كثير من الشعوب العربية، حيث هناك الآن أعدادا كبيرة ممن يخالفون القانون حبا فى الظهور، وتجسيدا للمثل القائل: “خالف تعرف”.
وخلال الأيام القليلة الناضية ظهر لنا تقليعة جديدة ومصطلح جديد هو “نكاح أو زواج البارت تايم”، وقبل أن نتطرق إليه نشرح أولا ما هو الـ “البارت تايم”.
هو العمل بنظام الدوام الجزئي وهو استقطاع جزء من اليوم لإنجاز مهام محددة للحصول علي مقابل مادي معين، وهناك فرق بين الدوام الجزئي “البارت تايم” و الدوام الكلي “الفلتايم”.
اقرأ أيضا.. وائل نجم يكتب: فى قضية نائب الجن والعفاريت الدائرة تتسع و”ياما في الجراب”
و “البارت تايم” عمل موسمي وغير دائم، لا توجد فيه ضوابط وقواعد محددة فهو يقوم بناء علي الإتفاق بين الطرفين، ومن هنا جاء زواج “البارت تايم” والذى يعنى زواج “بعض الوقت” أو سد الفراغ، وهو مسمى لفكرة قديمة وقائمة منذ زمن طويل لكن لم يكن معروف لها اسم.
والزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا، وطريق وبوابة للزنا، ويضرب المجتمع في عمق عاداته وتقاليده.
وعقد الزواج حتي يكون جائز لابد من قصد التأبيد فيه، وعدم ربطه بوقت لأن ذلك لا يجوز شرعًا ولأن الزواج شرعًا القصد منه بناء أسرة وإقامة حياة مستقرة تستمر وتحفظ الأسرة.
ولو ارتبط عقد الزواج بمدة معينة، فذلك يفسد العقد، كما أن تحديده بوقت يلتقي فيه مع الزوجة فاسد شرعًا,
كما لا يجوز الزواج لجزء من الوقت لأن ذلك يفسد الزواج لأن القصد منه الاستمتاع فقط لجزء من الوقت وهذا يعد استهانة بالأعراف، وسقوط لشرعية الزواج.