إيهاب فهمي لـ”بيان”: ابني ساعدني في تقديم دور الأب الأناني وعلاقتى بأبى تتمثل في الطاعة
حوار: إسلام فليفل
هو الحصان الرابح في أغلب الأعمال الفنية، ينجح في اختيار أدواره بدقة، ويقدم أفضل ما عنده في كل مرة، النجم إيهاب فهمي، صاحب العلامات المميزة والمختلفة، آخرها ظهوره المميز في مسلسل “ولاد ناس”، ضمن دراما شهر رمضان الماضي.
اقرأ أيضا.. محمد التاجي لـ”بيان”: تعاقدت على ملوك الجدعنة قبل معرفة أجري ومخرجه عفريت
وعن كواليس العمل وأحدث أعماله الفنية، كان لـ”بيان” هذا الحوار:
في البداية حدثني عن جديدك في السينما؟
بدأت فى تصوير مشاهدي في فيلم “سر الحب”، بمشاركة مجموعة من الفنانين أمثال، منة فضالى ومروة عبد المنعم، العمل من تأليف ناجى عبد الله وإخراج مازن نيازى، ومن الوهلة الاولى شعرت بالسعاده بهذا العمل، لإن الفيلم بالنسبالي تجربة جديدة، أتمنى ان تنال إعجاب الجمهور.
بصفتك مدير فرقة المسرح القومى للبيت الفنى للمسرح.. كيف ترى حال المسرح في الوقت الحالى؟
دعنى في بادئ الأمر أؤكد على أن العرض المسرحى “ليلتكم سعيدة” من إنتاج الفرقة عادة مرة أخرى لجمهوره نهاية الشهر الماضي، ويعرض يوميًا عدا يوم واحد فقط “الأربعاء” على خشبة المسرح القومى بالعتبة فى تمام الساعة التاسعة مساء، وأرى أن المسرح منبع النجوم، وانه بدأ يستعيد بريقه بشكل تدريجي، وفى ظل الإهتمام الكبير للفن والثقافة من قبل الدولة، فأتوقع أن تحدث نقله كبيرة للمسرح، لإن المصريين بفطرتهم يحبون الفن.
حدثنى عن شخصية الأب التى جسدتها فى “ولاد ناس” ؟
الشخصية كانت لها أبعاد مختلفة، حيث كان “رؤوق” فى البداية لا يهمه الا نفسه ومصلحته فقط، فهو شخص أنانى جدًا ولا يعير اهتمامًا لأحد سوى ذاته، لكنه تغير بعد أن وقع فى محنة وكاد يفقد ابنه، ومن هنا راجع حساباته واستعاد إحساس الأبوة، وحاول أن يهتم به بعد إهماله له سنين طوالا، رغم أنه كان يناقض نفسه فى كثير من الأحيان، ويقول لابنه إنه صاحبه فى الوقت الذى تأتى فيه أفعاله عكس ذلك تماما، بل إن أخطائه كانت ظاهرة أمام ابنه، الذى صارحه وقتها قائلًا: “إنت همك على نفسك مش على حد”.
ألم تتخوف من تجسيد شخصية أب أنانى؟
بالعكس، الورق بشكل عام كان قويًا جدًا، وأبعاد الشخصيات كانت تستحق، ومن أهم الأشياء التى حببتنى وجذبتنى فى المسلسل ذلك المونولوج الذى قدمته ولمست به مشاكل كثير من الجيل الحالى، وشرحت كل شخصيات المسلسل مجتمعيًا فى هذا الوقت.
كيف ترى دور الأب فى الأسرة المصرية؟
الأب هو رمانة الميزان فى الحياة، حتى وإن كان صورة فى البيت، لكنه فى غاية الأهمية، فهو المرجعية، والحاكم الذى يجمع بين الحنان والحزم، يقود السفينة بكل من عليها، لذا فإذا فسد الأب فسد الجميع، وإذا استقام كان سببًا فى قوام البيت، ورغم أن بعض الأبناء لا يشعرون بمدى أهمية دور الأب، نظرًا لعدم تواجده الدائم مثل الأم، لكن وجوده سبب فى اعتدال الأمور.
وهل كان هناك تعقيب من أولادك على شخصيتك في العمل؟
انا مصاحب ابنى رغم فرق السن الكبير بيننا، والعلاقة بينا قوية جدًا فى هذا الإطار، وبالفعل كان الدور بمثابة صدمة له، فهو لا يرى والده بهذه الصورة، ولا يتخيل أن يراه كلك، خاصة فى مشهد ضربى لإبنى في المسلسل، لكنه تفهم وأدرك أن كل ذلك فى إطار تمثيلى بهدف إيصال رسالة للناس، ولا أخفيك سرًا أن أحمد ابنى ساعدنى كثيرًا فى تقديم هذا الدور دون أن يدرى، ففر كثير من المواقف بالمسلسل كنت أتخيله أمامى فى الحقيقة، وأتصور كيف سيكون رد فعلى معه لو كان هو فى هذا الموقف فكنت أعيش المشهد وكأنه حقيقة، وهو ما ساعدنى فى تقديم المشاهد الصعبة دون معاناة.
هل دور الأب تطور عن الصورة التى كنا نراها فى الماضى؟
بالتأكيد، فالتطور الحياتى أثر بشكل كبير، والتكنولوجيا التى سيطرت على عصرنا لها دور كبير فى هذا التطور، كذلك رتم الحياة أصبح أسرع بكثير، وبالتالى فهناك عادات كثيرة، وبالتالى فهناك عادات كثيرة بدأت فى الاختفاء رويدًا رويدًا، منها تجمع الأسرة على سفرة واحدة او طبلية واحدة كما عزفت الأسر عن لمة نهاية الأسبوع التى كانت تجمعنا، لكن ستظل صورة الأب المكافح، رمز الأسرة المصرية ورمز المجتمع المصرى باقية على مر العصور، وأنا مؤمن جدًا بأن المسلسلات الإجتماعية تصل للناس كإحدى أهم القوى الناعمة التى تستطيع التأثير فى وجدان المتلقى، فلا زال محفورًا داخل وجداننا أعمال “المال والبنون”، و”ليالى الحلمية”، كل هذه المسلسلات الاجتماعية أثرت بشكل كبير على الحياة المجتمعية لأجيال عدة، ومع هذا الإيقاع السريع تطوت الدراما لتواكب هذا الإيقاع، لكن ستظل قيم الأسرة المصرية واحدة.
وكيف كانت علاقتك بوالدك؟
علاقتى بأبى كانت تتمثل فى الطاعة، فلم أكن أملك المساحة للنقاش أو غيره، أما ابنى فيملك مساحة من النقاش وحرية الاختيار والفكر وأحيانًا التمرد بعض الشئ، وأنا أشجعه على ذلك لأنه يتعامل مع مكتسبات مختلفة، فلم أعاصر فى سنه كم المعلومات التى يكتسبها الآن، السوشيال ميديا والإنفتاح الكبير على مواقع التواصل الاجتماعى كل ذلك وسع من إدراكه، وبالتالى لا يجب أن أحجمه أو أقيد فكره، ويظل الرابط بين الجيلين هو الاحترام.