د.ناجح إبراهيم يكتب: عاشوراء ورسالة إلي علماء الشيعة
كتب د.ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”عاشوراء ورسالة إلي علماء الشيعة”، ويسرد د.ناجح فى مقاله كيt بدأ عاشوراء يوما، يحتفل يع المؤمنون حيث أذل الله فيه فرعون ومن معه من الطغاة، ومرت السنون وقدر الله أن يتزامن استشهاد الإمام الحسين في ذكرى هذا اليوم ويقتل مظلوما، بعد أن قدم نموذجا ً رائعا ً هو وثلة من آل البيت في التضحية والفداء، فيحى الشيعة هذه الذكرى بصورة تمثل أبشع إساءة للإسلام والمسلمين.
المقال تم نشره في جريدة الوطن الثلاثاء وهذا هو نص المقال:
• عاشوراء.. ذلك اليوم الذي أذل الله فيه فرعون ومن معه من الطغاة.. وكسر كبرياءهم.. وأذل أنوفهم.. وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
• عاشوراء.. ذلك اليوم الذي أعز الله فيه موسى ومن معه من المؤمنين الصالحين.. وأراهم ثأرهم من فرعون وجنده.. ومكن لموسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين.. وكانت البداية لكي يرث المؤمنون مع موسى عليه السلام الأرض ومن عليها.. وقد قدر الله أن يستشهد في هذا اليوم الإمام الحسين ويقتل مظلوما ً بعد أن قدم نموذجا ً رائعا ً هو وثلة من آل البيت في التضحية والفداء .. ولكننا نأبى أن نسعد بذلك اليوم ونستعيد انتصارات الأنبياء.. فيقوم بعض إخواننا من الشيعة بلطم الخدود وشق الملابس وإسالة الدماء في مظهر يمثل أبشع إساءة للإسلام والمسلمين.. بل إن بعض الآباء يجرح ابنه الصغير الذي يبكي خوفا ً من السكين التي تقترب من رأسه .. ورأيت البعض يجرح ابنته الصغيرة وهي تصرخ هلعا ً.. وبعض الفتيات الصغيرات يسكبن الدماء على ملابسهن حزنا ً على الحسين .. تاركين الفرحة بنجاة موسى ومن معه .. وهو من أولي العزم من الرسل .
• إنني أناشد المراجع الشيعية الكبرى في إيران والعراق والخليج ولبنان أن تقف موقفاً حازما ًمن المهازل التي تحدث كل عام في ذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه من لطم الخدود وتمزيق الملابس وضرب المحتفلين لأنفسهم حتى تنزف دماؤهم.
• والمصيبة أنه يتم نقل ذلك الاحتفال على شاشات القنوات المختلفة لتعطى للعالم صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين وعن الشيعة أنفسهم.
• أين هذه الصورة المزرية من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) ” ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب.. ودعا بدعوى الجاهلية”؟
• لقد جاء الإسلام ليحيي في الناس فقه الحياة لا فقه الموت .. وصنع البسمة لا صنع البكاء والعويل.. فهذا الرسول المحب لكل شيء يقول عن جبل أحد الذي شهد مأساة أصحابه “أحد جبل يحبنا ونحبه”.
• وإذا كنا ننهى الأم التي مات ابنها الشاب منذ دقائق عن هذا الأمر.. أليس أولى منه أن ننهى من يفعل ذلك حزنا على الحسين رضي الله عنه الذي استشهد منذ قرون؟
• ولو كان الحسين رضي الله عنه الآن حيا.. هل كان يرضيه ذلك أو يقبله من هؤلاء الذين يزعمون محبته وهم يخالفون هديه وهدي جده الكريم (صلى الله عليه وسلم)؟
• ولماذا يحزنون على الحسين فقط دون سواه من صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذين استشهدوا في معارك الإسلام المتعددة؟
• لماذا لا يحزنون مثل هذا الحزن على شهيد الإسلام والخليفة الثاني لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الفاروق عمر بن الخطاب؟
• ولم لا يحزنون على أسد الله وأسد رسوله “حمزة بن عبد المطلب” عم رسول الله وأعظم المدافعين عن الإسلام فى مهد رسالته؟
• ولم يخصون الحسين دون مئات الشهداء من الصحابة والتابعين بهذا الحزن؟
• والغريب أن الشيعة لا يعيرون سيدنا الحسن بن على الشقيق الأكبر للحسين أي اهتمام أو ذكر.. رغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مدحه في الحديث الصحيح”إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين”.
• يا قوم إن كنتم تحبون أهل البيت حقا فاتركوا كل ما يخالف نهجهم وفكرهم، إن كنتم تحبونهم فتوقفوا عن ضرب السلاسل على الصدور.. فلم تجرموا أنتم في حق الحسين ولم تخذلوه.. ولكن خذله جيل سابق لكم أغروه بالخروج للقتال ثم تخلوا عنه.. وتركوه وحيدا مع ثلة من أقاربه وأهل بيته الشجعان يقاتلون حتى الموت.
• فما ذنب هذا الجيل حتى يلطم الخدود ويشق الجيوب؟
• ألم يقل الله تعالى “وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”.
حتى الجيل الذي تخاذل عن نصرة الحسين لا ينبغي عليه لطم الخدود وشق الجيوب.. ولكن يسعه الاستغفار والتوبة.
• أما هذا الجيل فلم يرتكب إثما في حق الحسين ولا في حق أحد من شهداء الصحابة.. ولا كان طرفا في أي صراع بين طائفتين من الصحابة أو التابعين.
• وإذا كان الله قد عصم سيوفنا من الانخراط في الصراع بين الصحابة.. فعلينا أن ننزه ألسنتنا من طعنهم أو سبهم أو لعنهم.
• والغريب أن أحدا ً من أئمة المذهب الشيعي وفقهائه الكبار مثل جعفر الصادق أو زيد بن زين العابدين لم يأمروا بمثل ذلك أو يفعلوه.. ولم يقل به الخوميني أو مهدي شمس الدين أو الخوئي بل جميعهم نهوا عنه .
• الفكر الشيعي يحتاج إلى من يطوره ويجدده ويزيل ما به من أخطاء فادحة .. وأهمها الطعن في حق الصحابة عامة.. وفى حق وزيري الرسول (صلى الله عليه وسلم) العظيمين أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب.. وفى حق الصديقة ابنة الصديق عائشة بنت أبى بكر.
• وإذا أراد الشيعة حقا التقارب والتواصل مع أهل السنة.. فعليهم أن يتركوا سب الصحابة أو الهجوم على بعضهم.
• فماذا سيستفيدون من سب الصحابة أو الطعن فيهم؟
• وهل هناك قوم يسبون أجدادهم الكرام الذين كانوا سببا فى إسلامهم وهدايتهم إلى الصواب؟
• يا قوم تدبروا هذه الآية جيدا: “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.