أحمد جمال البنا يكتب: فليذهبوا إلى هناك !
لا يمكن أن نغض الطرف عما يحدث في أفغانستان في هذه الأيام ، فهو تصدير جديد لملامح الإرهاب وإعادة الروح من جديد للتنظيمات المتطرفة تعبث في الشرق الأوسط بكامل حريتها وبدعم كامل من فئات معينة تعلم يقيناً مدى تأثير هذه الطائفة في استقرار المنطقة قديماً ومستقبلا.
وقد كنا تساءلنا منذ فترة .. إن كان الكثير من شباب المصريين عدل عن أفكاره ورأى أن الدولة المصرية تقدم شكلاً جديداً نحو التقدم والازدهار ، فهناك طائفة لازالت تعتنق أفكار التطرف ولا تستطيع أن تخرج من عباءته بعد ، وبالتالي فأين سيكون المأوى لهؤلاء ؟ هل نستطيع أن نخرج من تلك العباءة ؟ أم هل سينسيهم الزمان تلك الأفكار ويندمجوا في الحياة العامة – ما داموا لم يتلبثوا بجريمة – ؟
كل هذه أسئلة كنا نطرحها وقد رأينا الإجابة عليها ، فالأبواب قد انفتحت على مصراعيها ، وتم تجهيز المأوى الجديد لهذه الجماعات من جديد ، وللأسف رأينا بعض المفكرين وأصحاب الرأي يدعون أصحاب الفكر المتطرف من المصريين أن يدعوا بلادهم ويذهبوا إلى هناك .. فهل هذا هو الحل ؟
إننا بذلك نقدم للمجتمع العالمي نموذجاً جديداً للمتطرف ونساعدهم على ما يؤسسون له من بؤرة إرهابية تشيع في العالم فساداً ، ونفقد كثيراً من الشباب المصرى الذى ربما أن يكون قد اختلط عليه الأمر عن غير عمد ، والذى نستطيع أن نحاول معه مرة تلو الأخرى ، والذى يمكن أن نقدم له العديد من الحلول والبدائل عن خروجه إلى بؤر الإرهاب ليعود لنا بعد فترة من جديد إرهابياً على طراز خاص .. نرى منه العنف على طريقة أبشع مما سبق .
علينا جميعاً أدواراً مختلفة .. كلٌ على نطاقه ، فحصار الفكر وصاحبه أولى من تركه والخلاص منه ، وأعنى بالحصار أن نقوم جميعاً بنشر كل ما يقاوم تلك الأفكار .. بداية من الأسرة والأصدقاء وبيئة العمل إلى الشارع والقوى الناعمة ، ومن قبل هذا كله في المساجد وبيوت العبادة ، فالتطرف ليس له دين ، إنما هو إحساس بالكبر والسيطرة يتمكن من صاحبه ويريد أن يصدره للناس فلا يجد إلأ فكر دينى يخرج من خلاله حتى يستجيب الناس له .
اقرأ أيضا.. أحمد جمال البنا يكتب “حكمة”: شعب متدين بطبعه
اعتقد أن هناك جناحين هما جناحي الوسطية و الاعتدال .. الدين والقوى الناعمة ، الفراغ الدينى عند كثير من الناس يخلق بيئة من التطرف عند البعض حيث ينشغل بما يسمعه من التيارات المتطرفة الذين لا يملكون علماً يؤهلهم للتصدر ، وكما قيل ” المشغول لا يُشغل ” فالفكر المعتدل إن شغل عقول الناس وقلوبهم لن تجد للتطرف سبيلاً بينهم ..
وأما القوى الناعمة فمن شأنها إعلاء الذوق والرقى في نفوس الناس ، وذلك إن كان بعيداً عن التردى والابتذال ، وهو ما نرجوه حتى نستطيع أن نخلق جيلاً له ذوق وخلق ، لا أن نتركهم يسافرون هناك وينصهرون معهم ويرجعون إلينا يبدؤون مرحلة جديدة من العنف والكراهية بين الناس .