تعامد الشمس على كنيسة الملاك ميخائيل ثلاث مرات في العام.. وفريق الترميم يكشف السر
كتب- إسلام فليفل
إن الشمس التي تُضيء تمثال رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل مرتين في السنة، مرة في تاريخ ميلاده، والأخرى في تاريخ توليه الحكم، ظاهرة معروفة بغموضها الذي حير العلماء في العالم أجمع، ودائمًا ما نلجأ إلى مثل هذه الظواهر، عندما نريد أن نشير إلى عظمة قدماء المصريين وإلى ما وصلوا إليه، من علم ومعرفة، وكيفية مزجهم لعلوم مثل الفلك والهندسة معًا لتكون مثل هذه المعجزات البشرية، ولكن هذه الظاهرة لم تنته بانتهاء العصور القديمة، ففي كنيسة “الملاك ميخائيل” أو كنيسة “كفر الدير” كما اشتهرت بمركز منيا القمح في الشرقية، واحدة من أقدم الكنائس المصرية، تتعامد أشعة الشمس ثلاث مرات في العالم على ثلاثة مذابح مختلفة، وهو الأمر الذي أكده المعهد الوطني لبحوث الفلك والجيوفيزياء بمرصد حلوان.
اقرأ أيضا.. شاهد عيان: حريق كنيسة مارمينا نشب في مبنى الخدمات ولا خسائر بشرية
ومن جانبه يقول المهندس، مجدي جبرائيل، من فريق ترميم الكنيسة، إن اكتشاف تلك الظاهرة كان من محض الصدفة، ففي عام 2014، أثناء أعمال ترميم الكنيسة، وفتح الطاقات التي أغلقت لعدة قرون لأسباب غير معروفة، سقط شعاع الشمس على مذبح الشهيد مارجرجس خلال القداس في عيده، كما تكررت الظاهرة بسقوط شعاع الشمس مرة أخرى على مذبح الملاك ميخائيل، وكذلك شعاع الشمس على مذبح العذراء، والتي تستمر لمدة تترواح ما بيم 60و90دقيقية.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة الفريدة ليست الأولى من نوعها، بل إنها تحدث ببعض الكنائس الأخرى، والتي تثبت مهارة الأقباط في الفلك والبناء، والاستعانة بتلك المهارات من المصريين القدماء الذين أبدعوا في تلك العلوم واستخدموها في بعض معابدهم، مما يُعد دليلًا على أن طريقة تقديس المصري للأشياء لم تختلف كثيرًا عبر الأزمنة.
وخلال السنوات الماضية أصبح الاحتفال بأعياد الملاك ميخائيل ومارجرجس هو حدث مهم تتزين له الكنيسة، وتدق بأجراسها جذبًا لانتباه أهالي القرية والقرى المجاورة، كما يتوافد عليها الأقباط من مختلف المحافظات لمشاهدة تعامد أشعة الشمس على مذابح الملائكة خلال القداس.
وبالإضافة إلى هذه الظاهرة، فالكنيسة هي تحفة أثرية، يعود بناؤها إلى القرن الرابع الميلادي ومشيدة على النظام البيزنطي الشرقي بمادة تشبة الطين تسمى “القصر ملي”، وسقفها عبارة عن قباب مرتفعة على شكل صليب شبيه بأديرة أثرية أخرى، كما توجد بها منارة عالية، وجرس منقوش عليه صورة لرئيس الملائكة ميخائيل، وبجوار المنارة توجد شجرة ضخمة يرجع عمرها إلى مئات السنين، وفي منتصف الكنيسة بئر أثرية تصل عمقها إلى 20 مترًا، كما تحيك بالمبنى حديقة صغيرة من الجهة الغربية، وملحق بها مبنى للخدمات.