حفرت اسمها في العالمية.. يارا شلبي بطلة الرالي لـ”بيان”: النساء قادرات على المنافسة وينقصنا دعم الدولة
في حوار خاص
حوار: إسلام فليفل
مصرية قدمت نموذج مشرف للمرأة القادرة على التحدي، إنها يارا شلبي، الحاصلة على جوائز عديدة في سباقات الرالي، والتي حفرت اسمها ضمن أغلب البطولات الدولية والعالمية، وعن تفاصيل عشقها لهذه الرياضة والصعوبات التي واجهتها واللحظات السعيدة في حياتها.
كان لـ”بيان” هذا الحوار:
من وجهة نظرك ما أهمية سباقات الرالي التي تقام داخل مصر؟
أرى أن أهميتها هو إنتاج متسابقين جدد وتأهيلهم للمنافسة في الراليات العالمية والمنافسات الدولية عند إتاحة الفرصة، بالإضافة إلى التمرين والتدريب على الطرق الصحراوية الوعرة.
هل هناك شروط عامة لسباقات الرالي؟
بالتأكيد، وأهمها وسائل السلامة وتجهيزات مقصورة الركاب مثل القفص المعدنى المقوى والمثبت داخل العربية في مقصورة الركاب، ومطفأة الحريق، وأحزمة السلامة، بالإضافة إلى معدات المساعد، وقبل أي سباق أخوضة أقوم بتجهيز السيارة المشاركة بالسباق قبل موعده بحوالي شهر على أقل تقدير، لتحضيرها وعمل التجارب مرة ومرتين قبل خوض السباق لتجنب حدوث أي من المشاكل التي قد تواجهنا.
ويجب أن يضع المتسابق في اعتباره أنه قد يتعرض إلى مشاكل أثناء السباق، ولذلك يتدرب بشكل جيد على المشاكل كافة وكيفية التعامل معها بشكل فوري وسريع.
كيف دخلت يارا شلبي في سباقات الرالي؟
منذ صغري أعشق السيارات، ودائما كنت أنظم رحلات سفاري بصحبة أهلي، فكان لدي شغف منذ صغري بالصحراء،
“وبلاقي فيها نفسي” وبعد تخرجي من كلية الهندسة بدأت الإهتمام أكثر بهذا الأمر مما دفعني إلى شراء سيارة فور باي فور وقررت الانخراط في هذا الأمر والتعلم والحصول على المعلومات الخاصة بسباقات الرالي، وبدأت بعدها أولى خطواتي في عالم الراليات من سباق الرالي بالجونة الذي أعتبرة” الدرس الأهم”لي، وكانت تلك التجربة اللبنة الأولي للمعرفة الحقيقية ومعرفة كل نقاط القوة وايضا الضعف حتى اتمكن من خوض سباق ناجح.
هل ترى يارا أن السيدات بإمكانهن منافسة الرجال في سباقات الرالي؟
بالتأكيد لدينا القدرة الكبيرة على المنافسة، وأنا قد حصلت على بطولة الجمهورية عدة مرات متتالية وكان المنافسون لي رجال، وبعد هذا النجاح راودني حلم المشاركة في المنافسات العالمية، وقمت بتكوين فريق مميز من السيدات قادر على المنافسة في المحافل العالمية إذا توفر لنا الإمكانيات والدعم اللازم لخوضها.
حدثينا عن أبرز السباقات الخاصة بك؟
شاركت في سباقات عديدة بالمغرب والإمارات والسعودية، وتلك المشاركات أضافت لي، فلكل سباق أو مشاركة طابع خاص لي، وأحاول الإستفادة بشكل كبير من كل مشاركة.
ما هي رسالتك للسيدات الراغبات في الانضمام لهذه الرياضة؟
أتمنى ان تنال هذه الرياضة إعجاب الكثير من السيدات والفتيات والشباب أيضا، ولكن نصيحتي لكل من يفكر في هذا الأمر من السيدات لابد أن يكون الهدف الأول هو حبك في هذا المجال وأن نبتعد عن فكرة ” أنا هدخل الرياضة دي عشان أثبت إني أقدر أنجح أكثر من الرجالة” هذا الأمر قد يؤدي إلى الفشل في بعض الأحيان.
ومن مثلك الأعلى في سباقات الرالي؟
من السيدات الألمانية يوتا كلايند التي فازت ببطولة رالي داكار، والبطل متعدد المواهب ناصر العطية، يملك موهبة وقدرة عالية على إنهاء السباقات والفوز بها.
هل هناك دعم من قبل وزارة الشباب والرياضة؟
في الحقيقة لا يوجد دعم واضح من قبل الدولة بتلك الرياضة، مع العلم أنني تقابلت مع وزير الشباب والرياضة من قبل وعرضت الأمر عليه وما الذي نحتاجة كي يتم الإهتمام أو تسليط الضوء على هذه الرياضة وتبادلنا الحصول على أرقام بعضنا البعض ولكن لم يتحرك ساكن منذ تلك الفترة.
ونحتاج إلى نظرة من الرئيس السيسي الذى عاهدنا فيه الإهتمام بالرياضة والشباب المصري، والدعم الكامل الذي تتلقاه المرأة المصرية منذ توليه حكم البلاد، إذ تلعب تلك الرياضة عاملا هاما في تنشيط السياحة للبلاد المستضيفه لتلك السباقات.
كيف تتم سباقات الرالي؟
تتنوع سباقات الرالي، حسب الطرق والمسارات المحددة للسير خلالها، وتحتاج تلك المنافسة إلى تركيز كبير من السائق والمساعد له “الملاح”، إذ يتحتم عليه إنهاء السباق بأقل وقت ممكن، وبتجميع كافة التقاط المحددة على المسار.
ويعمل الملاح على متابعة المدة الزمنية خلال السباق، وكذلك الأمور كافة، من الملاحة وتوجيه السائق لتجميع النقاط المحددة على جهاز الـ”Gps”، ومن الوظائف التي يتمتع بها المساعد للسائق خلال السباق، توجيه الأخير إلى اللافتات كافة، ونوع الطريق وكمية الأشجار أو المناطق الخطيرة على الطريق، وأيضًا مساعدته عند الحاجة لإنزال الغيار وتذكيره بذلك.
كل هذه الأمور تساعد السائق على الدخول للطرق الوعرة بطريقة فنية ومهارة عالية وأخذ النقاط، وينفذ المساعد كل ما يقرأه بدقة عالية، لعدم قدرته على الالتفاف لليسار أو اليمين أثناء القيادة.
حدثينا عن سباقات الرالي التي تقام داخل مصر؟
داخل مصر تقام العديد من سباقات الرالي المحلية، التي تمتد طولها إلى 300كم في بعض الأحيان، ويقسم السباق إلى عدة مراحل، ويعتمد الفوز به على تجميع النقاط كافة، وإنهائه في أقل وقت ممكن، ومنها سباقات الجونة والسباقات التي تقام في الصحراء الغربية، بالإضافة إلى سباقات رالي الفراعنة، ويعد طريقه من أصعب الطرق في منافسات الراليات وقد فاز بهذا السباق من قبل المتسابق القطري ناصر العطية.
لماذا لم نرى متسابقين مصريين في سباقات الرالي العالمة “مثل رالي داكار العالمي”؟
في البداية أتمنى بالمشاركة في هذا السباق العالمي وأسعي إلى تحقيق هذا الحلم وان طال الزمان، وهذا السباق مفتوح للمحترفين والهواه، ويبلغ مدته حوالي 14 يوما، وتختلف مسافة كل يوم من أيامه، وقد تصل إلى 900كم في اليوم الواحد، ويقام على أرض صعبة جدا وشديدة الخطورة “مابين الطينية والصخرية والكثبان الرملية” ومن ضمن الأسباب التي تمنع المشاركة في هذا السباق أن ميزانيته كبيرة للغاية، عمليه المشاركة في تلك السباقات تحتاج مبالغ كبيرة قد تتعدي 20 ألف يورو بالإضافة لى تكلفة الأنتقالات والإعدادات الفنية، وهو رقم كبير بالنسبة للمشاركين المصريين، ويحتاج الأمر إلى راعي للفريق المشارك لتغطية تلك التكاليف وهذا سبب وعامل رئيسي يمنعنا من خوض تلك المغامرة.
وما الذي يميز المتسابقين الأخرين عن متسابقينا؟
ولو نظرنا إلى الفرق الأخرى سنجد أن الشركات المصنعة للسيارات تكون راعي للمتسابققين الذين يخوضوا السباق، كنوع من انواع استعراض قوة سيارتهم ومتانتها وإمكانياتها داخل الطرق الوعة، منها شركات “مني كوبر، ومرسيدس، ووفولكس فاجن، وبيجو وبي أم دابليو”، وغيرها من الشركات المصنعة، التي تتكفل بالتكاليف الخاص كافة، بمشاركة الفريق المنافس بالرالي وتكاليف الانتقالات وغيرها من الأمور المادية، الأمر الذي يتيح للفرق المنافسة إمكانيات أفضل للمنافسة، على عكس الفرق المصرية، التي لا تقل في إمكانياتها كمتسابقين عن المتسابقين العالميين، لكن كل مافي الأمر أن عدم وجود الراعي للمتاسبقيين المحليين، يعد المشكلة الأكبر في عدم المشاركة بالراليات العالمية، لصعوبة التكاليف المادية.