حروب التكفيريين في إفريقيا

كتب: على طه

على الرغم من أن طالبان سيطرت على الحكم والسلطة فى أفغانسان، بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، فإن تتظيمى ما يسمى الدولة الإسلامية “داعش” والقاعدة لم يغادرا كليا المناطق التى سبق لهم السيطرة عليها فى الشام، ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، لكن الجزء الأكبر من هؤلاء التكفريين هاجر إلى إفريقيا لتشكيل مرتكزات جديدة، بعد الهزائم التى لحقت بهم فى مرتكزاتهم القديمة.

أعداد محدودة
وتشير دراسة منشورة فى موقع “مخاطر التكفير” إلى أن التكفيريين قد هجروا منطقة الشرق الأوسط، لكن تركوا أعدادا محدودة من أتباعهم للحفاظ على معاقلهم فى الشرق الأوسط وعدم قطع صلتهم بالمنطقة، خاصة في تلك البلدان المتضررة.
من تجاربهم الجهادية السابقة في الشرق الأوسط، يمكن ملاحظة بعض النجاحات التي حققوها في أفريقيا، وقد وصلوا إلی مستوی كبير من التواجد النشط في غرب أفريقيا، وخاصة في النيجر، كما يحاول تنظيم القاعدة الاستفادة الكاملة من قدرته الحالية في إفريقيا، وهذا سبب وجوده في الصومال.

 

اقرأ أيضا.. المواطنون يحاصرون مطار كابول بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور

تفجر الصراعات
لكن وجود اثنان من أكبر التنظيمات التكفيرية الإرهابية في إفريقيا بالتأكيد سوف يؤدي حتما إلى تفجر الصراعات والعداوات، وفى هذا الصدد اندلعت عدة اشتباكات بين “داعش” والقاعدة في إفريقيا خلال العامين الماضيين، على خلفية أن كل تنظيم منهما، لديه أجندة خاصة، وله مانفيستو، يحاول إجبار الطرف الآخر على تبنيه، واللعب حسب قواعده، وتوظيف قدراته بطريقة ما لصالحه.

على عكس القاعدة
وعلى سبيل المثال فأن تنظیم القاعدة يوجه سلاحه للدول الاستعمارية القديمة في المنطقة، مثل فرنسا.
وعلى عكس القاعدة، يأتى تنظيم “داعش”، الذى يطبق بصرامة مبادئه التكفيرية، حتى أنه يتهم كل من لا يدين له بالولاء بأنه مرتد، وفى هذا الصدد وضع منتسبى القاعدة والمسيحيين في خندق واحد، ولدرجة أنه في إحدى الاشتباكات انسحبت عناصر تنظيم القاعدة من المواجهة ضد القوات الفرنسیة، وفي طريق عودتهم تعرضوا لكمين نصبه لهم داعش، وقتلوهم.
وعلى الرغم مما سبق ففي بعض الأحيان، انضمت قوات القاعدة إلى داعش، وأحيانًا حدث العكس. بطبيعة الحالوشهدنا في بعض الحالات انفصال بعض أفراد من التنظيمين الإرهابيين وانضمامهما إلى مجموعات أخرى، وحدث هذا كثيرا خلال الستة أشهر الماضية، وتحاول الآن داعش إعادة تنظيم ودعم قدراتها من خلال تعزيز قيادتها المركزية.

نقطة قوة “داعش”
وتنقل الدراسة عن تنظيم داعش الذى نشر في العدد 293 من مجلة النبأ عن تماسكه ووحدته فى الوقت اتلذى تضرب فيه الخلافات أعدائه من القاعدة وسلطات الدول الأفريقية، واعتبر “دعش” أن ذلك نقطة قوته.

لكن ما سبق ليس كل الحقيقة، ولكن هذه التحالفات دائمًا ما تتحول إلى خلافات بعد فترة بسبب عدم الانضباط في عناصر تنظيم داعش في دول مختلفة، وهناك انتهاكات للتعاليم من قبل البعض، لذلك يرى المراقبون أنه فی المستقبل غير البعيد ستتفجر مجددا الانقسامات داخل داعش في المنطقة الأفريقية، وتنضم عناصر من التنظيم إلى القاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى