وائل نجم يكتب: مع طالبان معاناة الماضي تعود من جديد
كتب: علي طه
استعادت حركة طالبان السيطرة على كابول العاصمة الأفغانية.
وطالبان حركة قومية-إسلامية سنية سياسية مسلحة، وتعتقد قياداتها أنها تطبق الشريعة الإسلامية.
وكان قد أطيح بطالبان بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في شهر ديسمبر 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الشهيرة على الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم إدانة حركة طالبان دوليًا لتطبيقها القاسي لتصوراتها عن الشريعة الإسلامية، ومعاملتها الوحشية للعديد من الأفغان.
وخلال فترة حكمها من 1996 إلى 2001، ارتكبت الحركة مع حلفاؤها مذابح ضد المدنيين الأفغان، وحرمت إمدادات الأمم المتحدة الغذائية لـ 160 ألف مدني جائع، واتخذت سياسة الأرض المحروقة، وحرقت مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل.
وأثناء سيطرتها على أفغانستان قامت الحركة بحظر الأنشطة ووسائل الإعلام بما في ذلك الرسومات والتصوير الفوتوغرافي والأفلام التي تصور الأشخاص، أو الكائنات الحية الأخرى، كما حرموا الموسيقى التي تستخدم الآلات، باستثناء الدف، ومنعت الفتيات والشابات من الالتحاق بالمدارس ومنعت النساء من العمل خارج الرعاية الصحية (منع الأطباء الذكور من علاج النساء).
وبعد سقوط كابل في 15 أغسطس 2021 استعادت طالبان السيطرة الفعالة على حكم أفغانستان، وبهذا قد تدار أفغانستان من قبل مجلس حاكم جديد لكن القرار الأعلى سيتركز على الأرجح في يد زعيم الحركة، وسيكون بمثابة رئيس الدولة.
ويشبه هذا النظام الإداري إلى حد كبير ما شهدته أفغانستان خلال عهد حكم الحركة بين سنوات 1996-2001 وهو نظام كان بمثابة رعب حقيقي للأفغان.
وبذلك فسيناريو العراق يتكرر في أفغانستان فعندما خرجت الولايات المتحدة من العراق تركت كما كبيرا من السلاح معه فراغ لتنظيم جديد في المنطقة وهو داعش وهو ما يتكرر حاليا
ويتحمل مسؤولو وكالة المخابرات المركزية وأجهزة المخابرات الأمريكية الأخرى المسؤولية عن الإخفاق السياسي لصناع القرار، فما يحدث في أفغانستان هو نتيجة فشل استخباراتي ونتيجة سياسات متتالية لعدة إدارات أمريكية، وأحدثها إدارة الرئيس الحالى بايدن، التى تسرعت في الانسحاب من أفغانستان وكان يجب عليها أن تبقى عدد من قواتها حتى لا يحدث خلل في هذه المنطقة، فضلا عن تثبيت الخروج الآمن لقواتها.
وترى طالبان نفسها أنها انتصرت على القوى الدولية وعلى جيش قوامه 300 ألف مقاتل من الجيش الأفغاني وسنشهد الفترة المقبلة مزيدا من سيطرة طالبان وبسط نفوذها، وما تعنى عودتها إلا انتصار للإرهاب العالمي وانتصار لجماعة محلية تمكنت من بسط سيطرتها وشروطها على القوى الإقليمية والدولية فيما يتعلق بتحقيق أهدافها السياسية.
وهناك اسئلة كثيرة يجب أن نطرحها ومنها: هل بالفعل هناك تنسيقا بين طالبان وداعش هناك ؟.. ولو هناك تنسيق فبالتالي عودة طالبان وتمددها يؤكد أن تنسيقا معلنا سوف يتم بين محور الشر، وسوف يتمخض عنه انتشار للإرهاب في العالم
ثم ماهى ملامح نظام الحكم الجديد في أفغانستان في ظل سيطرة حركة طالبان؟.