بانشير ومسلسل الهزائم.. كشف الوجه الآخر لـ السوفييت وطالبان

كتب: أحمد السيد

 

هُزم فيه السوفييت وطالبان في أفغانستان.. كان ولا يزال معقلاً وأيقونة للمقاومة ضد المحتل، كما كان شاهدًا على هزيمة الجنود الروس  إبان الغزو السوفييتي للبلاد في الثمانينيات، وكذلك مقاتلو طالبان الذين استولوا على السلطة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.. هكذا هو إقليم بانشير، والذي يعد آخر معاقل المقاومة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كامل البلاد.

ومؤخرًا اتخذ  أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني السابق، برفقة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الأقليم  داعيًا  الناس إلى الانتفاضة والمقاومة ضد طالبان، في حال فشلت المفاوضات التي يرجو منها مسعود “اعتماد اللامركزية، في الحكم لتحقيق نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع”.

ولكن لهذا الإقليم قصة وتاريخا يتباهى به الأفغانيون منذ مئات السنين، نسردها لكم خلال السطور التالية:

على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي العاصمة  كابل، تقع المنطقة بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، وعدد سكانها 173 ألف نسمة وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً.. هكذا هو وادي الأسود الخمسة والمعروف تحت مسمى “بنجشير” وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بانشير. ويشار إليه باسم وادي بانشير لأنه محاط بالجبال الشاهقة.

والاسم حسب رواية الأفغان، مشتق من قصة تعود إلى القرن العاشر، حيث تمكن خمسة إخوة من وضع سد أمام مياه الفيضانات المتدفقة إلى الوادي في عهد السلطان محمود غزنة، فأطلق على الإخوة الخمسة لقب “الأسود الخمسة”.

وصفه كل من زاره بأنه يتميز بالجبال الشاهقة والأنهار العذبة والجمال الطبيعي الخلاب، وقد اكتسب الوادي مكانة مهمة لدى الأفغانيين.

اقرأ أيضا.. طالبان تُعلن استعدادها للقتال.. والمقاومة الوطنية الأفغانية: المفاوضات السلمية هدفنا

ومن الأسود الخمسة إلى وادي بانشير، بقيادة أحمد شاه مسعود، عصياً على الروس خلال السنوات العشر من الحرب التي مرت بها البلاد.

ووصف مارك غاليوتي، وهو بروفسور وخبير في الشأن الروسي، في كتابه عن دفاع شاه مسعود عن هذه المنطقة الاستراتيجية بعبارة “الأسد يروض الدب في أفغانستان”.

زر الذهاب إلى الأعلى