حمدي نصر يكتب: الحاضر.. الغائب

الحمد لله الذى خلق الإنسان وكرمه وعلى كثير من خلقه فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، علم الإنسان ما ينفعه، وحذره مما يضره، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حثنا على كل فضيلة ، ونهانا عن كل رذيلة .

يهمك.. حمدي نصر يكتب: راحة قلبك

فالإنسان خلق من خلق الله، خلقه الله بيديه وأسجد له ملائكته، وفضله على كثير من خلقه تفضيلا، قال تعالى ( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )، وجعله الله خليفة عنه فى أرضه يتصرف عليها وفق منهج الله الذى بيَّنه الرسل والأنبياء وعلى رأسهم خاتم الرسل والأنبياء وسيد الأولياء وإمام الأتقياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنح الله الإنسان العقل وميزه به وفضله، وحدد الله لكل إنسان مسؤولية يقوم بها ويسأل عنها.

حدد بعضها نبينا حين قال ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )، فالرجل ( الزوج ) راع فى بيته ومسؤول عنهم عن طعامهم وشرابهم وكسوتهم وعلاجهم، ومع هذا بل وقبله مسؤول عن رعايتهم وتعليمهم وتربيتهم وتخريجهم من مدرسته مؤهلين للصلاح والإصلاح، تعاونه على هذا بل وتشاركه فيه المرأة (الزوجة) فهى كما قال نبينا راعية فى بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.

لكن فى بعض الأحيان نرى ما يخالف هذا الأصل ويشذ عن هذه القاعدة فيترك أولاده ويهجرهم رجل كان أو إمرأة، أو أن يعيش معهم لكن بدون جدوى وجوده وعدمه سواء بل أحيانا يمثل عبئا على أسرته ، فتسمع عن من لاينفق على بيته، هل لا يعمل ؟ هل مريض ؟ .. لا، هو يعمل ويربح لكن ينفق ماله على المخدرات والمسكرات وأحيانا يفضل أصحاب السوء على أولاده، ويترك العناء والمشقة لزوجته.

هو حاضر .. غائب

تعجب من زوج لاينفق على زوجة مريضة أو على أطفال رضع أو على أولاد يتعلمون من أجل أن ينفق المال على المخدرات وأصحاب السوء وربما يقترض ويستدين ويترك القرض والدَّيْن لأولاده، بدلا من أن يترك لهم خيرا وفضلا من مال وعلم وذكر طيب له ( فهى عنده أولى )، نذكر هذا ومن على دربه بقول نبينا ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ).

وهذا يفتح باب الراعى فى الإسلام، حيث أن ربَّ الأسرة مسؤول عن أسرته مسؤولية كاملة من حيث النفقة والغذاء والدواء والكساء والتربية والتعليم والإحسان والتوجيه، وينبغى ألَّا يطغى جانب على حساب الآخر، وهذا الراعى محاسب أمام الله عن هذه الرعية، والأم شريكة الأب الراعى فى هذه المسؤولية على قدر طاقتها ومسؤولة عن ماله وعن راعية الزوج والأولاد، وإذا كان فى البيت خادم فهو مسؤول من رب الأسرة فى كل حاجته من غذاء ودواء وكساء.

والرسول صلى الله عليه وسلم قال ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في بيته راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيتها راعية وهى مسؤولة عن رعيتها والخادم فى بيت سيده راع وهو مسؤول عن رعيته )، إذا هى المسؤولية الكاملة على أصحابها كل على قدر مسؤوليته، فليتق كل مسؤول في ما أسند إليه ، لأنه يسأل عنها أمام الله تعالى، فتضيع الأسرة خاصة والرغبة عامة أمر جلل، فهو خطر كبير وإثمه عظيم .

حمدى أحمد نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

زر الذهاب إلى الأعلى