انتبه..في هذا السن يبدأ الأطفال “الحب” و”الاستطلاع الجنسي”
كتبت- أسماء خليل
قد لا تندهش حينما تستدعيك إدارة المدرسة أو المُعلمة بشكل شخصي؛ لتخبرك أن ابنك الذي لم يُنهِ مرحلة التعليم الأساسي بعد، قد سرق أحد الأدوات المدرسية من صديق له أو عنّْف أحد زملائه.. ولكن حتمًا ستتعجب إذا كان السبب هو احتواء حقيبة ابنك على رسالة غرامية بخط يده لصديقته بالصف!!
يهمك.. انتبه.. المشاكل النفسية وعلاجها لدى طفلك
وستتجلَّى المفاجأة حينما تعلم في أي سن يُبادل طفلك الطرف الآخر مشاعر الحب بل والاستطلاع الجنسي..
إنَّ الطفل يبدأ بالاستطلاع الجنسي قبل أن تجيش مشاعر الحب داخله، فهل لك أن تصدق أن الطفل يبدأ في الاستكشاف الجنسي ولمس أعضائه الجنسية بشكل يمنحه بعض المُتعة ومحاولة التعرف على الجنس الآخر في سن الرابعة من عمره!!
علامات الاستطلاع الجنسي للطفل
إنَّ الطفل في سن الرابعة من العمر – على حد قول علماء النفس العرب -يبدأ بتحسس أعضائه الداخلية الجنسية والنظر والتدقيق للاختلافات بينه وبين الجنس الآخر، فإذا كان ولدًا؛ ستكون امه وأخته هما محل استطلاعه واستكشافه لتلك الاختلافات..
بينما يختلف علماء نفس الغرب قليلًا؛ إذ يذكرون أن تفاعل الطفل أو الطفلة مع الجنس الآخر يبدأ من سن الثالثة بالعمر أو قبل ذلك، وما يساعد في ذلك السن حقَّا، هو عدم الفصل بين الجنسين فيحدث التقارب بكل سهولة.
كما يؤكد جميع الخبراء أن إدراك الطفل للجنس في تلك المرحلة لا يكون بشكل مكتمل، فليس باستطاعته تكوين رؤية كاملة لتفسير ما يحدث له، ولكن مجرد مُتعة حسية؛ إذ أنهم في ذلك السن يميلون للعب مع أفراد جنسهم وليس الجنس الآخر.
سن “الحب” لدى الأطفال
تحكي خبيرة تربوية أمريكية، أنها كانت دائمة الصداقة مع ابنها الطفل الصغير الذي لم يبلغ السادسة من عمره، فتقول أنها ذات يومٍ كانت في المطبخ هي وابنها لتحضير وجبة عشاء خفيفة؛ إذ ذكر لها ابنها ما أدهشها لدرجة أنها ظلت تفكر لأسابيع ولم ترد عليه، فقال تلك الكلمات البريئة : “ حدث شيء ما لي يا أمي”، فظنت الأم وهي تصوب نظرها إليه أنه ربما أسقط سيارته، أو كسر أحد ألعابه، ولكنها تعجبت حينما قال : “إنَّني وقعتُ في حب صديقتي إيما”
ما جعل الأم تقع في حيرة بالغة هو أن الابن وصديقته كانا لازالا في روضة الأطفال..
في الواقع ، يقول الخبراء ، إن سن 5 أو 6 هي اللحظة التي يأتي فيها الحب الرومانسي لأول مرة للأطفال؛ حيث يبدأ الأولاد والبنات في ملاحظة بعضهم البعض، ثم يطورون الولاءات – على حد قولهم – ومن ثم يبدأون في تبادل الأسرار.
وإليكَ تلك المفاجأة؛ حيث تقول الدكتورة“ باربرا هوارد” ، طبيبة الأطفال السلوكية التنموية والأستاذة المساعدة لطب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: “هذه مشاعر قوية حقًا يشعر بها الأطفال بالفعل، إنهم يحبون بعضهم البعض حقًا”.
مرحلة “الكمون”
يطرح الخبراء أمرَا هامًّا؛ إذ أنهم يؤكدون أنه من المُفترض أن تبدأ مرحلة الكمون الجنسي لدى الأطفال من سن السادسة وحتى البلوغ، ولكن تغير ذلك الأمر في الآونة الأخيرة بسبب وجود الإنترنت وما يحويه من انفتاح على العالم واختلاف الثقافات، لذلك بدأت مرحلة الكمون تتلاشى.
نصائح سلوكية
هل لاحظت ذلك المشهد من قبل؟!.. أحد الوالدين أو كليهما يشاهدان فيلمًا بجوار أولادهما، ثم يمر مشهد يوصف بالجرأة، فيطلب احد الأبوين من الطفل أن ينصرف ويلفتا نظره ويقولا له “عيب”.. تلك هي الازدواجية التربوية، فلابد على الجميع الالتزام ومعرفة أن التعلم لا يأتي إلا بالقدوة؛ لأن الطفل في تلك المراحل العمرية ليس بالغًا، ولا يمكنه السيطرة على تفكيره الذي يصفه علماء النفس بأنه لا حدود له، فلا يوجد رواسخ تحكم ذلك الجموح الفكري، فلابد على الأبوين إلَّا ينيها عن فعلٍ ويأتيا بمثله!!!
ويشير الخبراء إلى أنَّ الأطفال يمتلكون خيالًا واسعًا، لذلك ينصحون أنه إذا لاحظ الأبوان زيادة جامحة في الخيال الجنسي لدى الأطفال وتركيزهم الزائد مع المشاهد الجنسية، أو على علاقة الرجل بالمرأة؛ فلابد من مصاحبة الطفل ومحاولة إيصال بعض المعلومات عن الجنس بشكل مبسط كثقافة فكرية وأرض صلبة يرتكزون عليها في مسيرتهم بالحياة، بدلا من التخبط الفكري الذي بإمكانه أن يودي بهم إلى المجهول.
وكذلك ينصح التربويون بضرورة تقنين جلوس الطفل منفردًا بوسائل التواصل الاجتماعي لأن عالم الإنترنت يمثل “المُتاح بلا حدود”، وكذلك اسمح لطفلك التحدث بكل صراحة وطلاقة حول ما يُكنَّه عن المفاهيم حول الجنس وينبغي عليك ألَّا تُظهر علامات الاندهاش بقسمات وجهك وانت تسمع منه ما يدعوك التعجب، لأن ذلك سيدعوه إلى عدم التحدث معك مرة أخرى..
حاول توجيه ابنك إلى ممارسة الرياضة والهوايات كي تكون منفسًا يحجم سلوكه الذي قد يصل إلى الانحراف، وكن دائمًا انت مصدر معرفته بالحياة، بدلًا من أن يستقي معلوماته ممن لا يخافون عليه ولا يدركون صالحه.