ما هو علاج تمرد وعنف الأبناء في مرحلة المراهقة؟!
كتبت- أسماء خليل
إنَّ مرحلة المراهقة بحق من أصعب المراحل التي تمر بها الأسرة بالكامل جرَّاء تصرف الأبناء الغير مكتمل فكريا والذي يؤثر على كل من حولهم..
يهمك.. ما لا تعرفه عن الشيب المبكر وعلاقته بالذكاء وكيفية علاجه.. وماذا قال الرسول عنه؟!
إنَّ هذه الفترة العمرية لابد من مواجهتها بحكمة واستراتيجية مُحكمة؛ كي تستطيع الأسرة تخطيها بسلام..
وهذه بعض النقاط نتاج الممارسة الحياتية والتي توتي بثمار جيدة ومنها:
أولًا : اتباع سياسة ” اللامبالاة” مع المتمرد..
فالشاب المراهق دائما يحاول لفت الانتباه بالضغط على أمه، وكذلك إثبات وجوده أمام كل الأسرة، فمثلًا تُراهُ يحاول الهروب من المنزل؛ كي يضغط على الجميع . لا تُظهروا له أي رد فعل، بل تعاملوا مع هذا الموقف بلامبالاة؛ فسرعان ما سيعِي أنه مخطئ ويعود، وكذلك الإلحاح في طلب المال بحجة الخروج مع أصحابه؛ على ولي الأمر أعطائه قدر الحاجة فقط وليس بإسراف مهما أبدى من تصرفات غير منطقية،؛ حتى لا يفسده كثرة المال .
ثانيًا : “الحنو وعدم المعايرة” ..
لابد على الأبوين أن يربتوا على أكتاف أبنائهم في كل وقت؛ حتي يشعروا بالحنان والدفء في حضن الأسرة، فقد أثبت العلماء أن الأحضان بين أفراد الأسرة تنتقل من خلالها شحنات تقي من الأمراض الجسمانية والنفسية وتقوى العلاقات الطيبة بينهم، وأيضا عدم معايرة الأبناء بمطعمهم وملبسهم فهذا يؤدي إلى مرارة داخلية لدى المراهق تتحول لقسوة وعنف مُستقبلًا.
ثالثًا : ينبغي على الأبوين أن يحفظا جيدًا تلك الحكمة..
وهي أن “اللوم والعتاب لا يبني الرجال “، فكلما وجَّه الوالد أو الوالدة اللوم والعتاب والتوبيخ لأبنائهما في سن المراهقة؛ كلما كانوا ذوي شخصية معوجَّة غير سوية منعدمة الثقة بالنفس؛ مما يؤثر بالسلب على كل أفراد الأسرة.
رابعًا : “ازرع الطموح داخل أبنائك”..
ازرع نبتة تحصدها بعد حين.. حمَّسهم بأن المستقبل سيكون أجمل؛ حتى لو بدى لك قاتمًا .. اجعل أمامهم بعض الأهداف، وذكِّرهم دائمًا بالالتحاق بعملٍ ما بعدما ينتهون من دراستهم أو مشروعًا يكون لهم أملًا.
خامسًا : “تقدير الذات”..
اجعل الابن في تلك المرحلة يقدر ذاته ويشعر بكيانه؛ وذلك بحسن التعامل معه والثناء الغير مبالغ فيه على ما يقوم به من أعمال، بل والثناء على شكله وأسلوبه في تنسيق ملابسه وكثير من تصرفاته مهما صغرت.
سادسًا :إنَّ الأخطر من ذلك هو مقارنة الابن ومعايرته بمستواه الدراسي..
وأنه أقل من أقرانه، فهذا يشعره دائمًا بخيبة أمل وحسرة وعدم ثقة؛ مما يجعله ابنًا صعبًا غير لين.
سابعًا :عدم التعنيف إطلاقًا أثناء التعامل مع الأبناء..
حيث أن هذا التعنيف سيأتي بثمار عكسية تمامًا؛ فالمراهقون في تلك المرحلة يريدون أن يشعروا بالقوة وتحقيق الكيان المستقل بشكل مُلِّح.
وأخيرا لابد على الآباء مصاحبة أبنائهم بحق وعدم توبيخهم في حال معرفة أي سر عنهم وتحسس مواضع أخطائهم وعلاجها بشكل غير مباشر عن طريق النصح والإرشاد المغلفان بالحب.