رشا ضاحي تكتب: رحلة (١٣) الوهاب

تتواصل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم ( الوهاب )

يهمك.. رشا ضاحي تكتب: رحلة (١٢) الشافي

وقد ورد اسم الوهاب في الكتاب العزيز ثلاث مرات

١-  {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران:٨)

٢- {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (ص:٩)

٣- وقال سبحانه وتعالى على لسان نبيه  سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (ص:٣٥)

ومعنى وهب أي أعطى، يقال الهبة هي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، أي يعطي بلا عوض ولا مقابل ولا غرض ودون استحقاق وإنما يعطيك لمصلحتك.

والوهَّاب سبحانه وتعالى هو الذي يهب العطاء دون عِوَض ويعطي الحاجة بغير سؤال ، كثير النعم دائم العطاء .

وقال الخطابي: الوهاب هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استثابة  أي من غير طلب للثواب من أحد.

ولو استقصينا الأدلة التي تتحدث عن هبات اللَّه جل جلاله في القرآن والسنة لا نكاد نحصيها كثرة وتعددًا وتنوعًا واختلافًا من كثرتها وتعددها واختلافها ، فما من مخلوق أُعطي رزقًا إلا والله هو الذي أعطاه ، وما من عبدٍ وُهِبَ نعمة إلا والله هو الذي وهبه .

فالمال هبة ، والملك والسلطان هبة، والولد هبة ، والزوجة الصالحة هبة وهكذا لا نستطيع إحصاء هبات اللَّه جل جلاله.

والناس وإن وهبوا فتكون هباتهم قاصرة ضعيفة ، فقد يهب الرجل مالاً أو عطاء ، ولكن هل يستطيع أن يهب شفاءً لسقيم ، أو ولدًا لعقيم ؟

لا يقدر على ذلك وغيره إلا اللَّه وحده .

قال تعالى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ } .

ومن ثمار الإيمان باسم الله ( الوهاب ) :

أن يعلم الإنسان أن ( الوهاب ) على الحقيقة هو اللَّه وحده ،فإن كل من يهب شيئًا من الخلق إنما يهب من هبات اللَّه له ، فلا بد أن يهبه اللَّه ليَهَب ، وأن يُعطيَه اللَّه ليُعطي ، أما اللَّه فإنه يُطِعِم ولا يُطعم وهو يجير ولا يُجار عليه ،قال تعالى :

{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } (النحل٥٣ )

شكر اللَّه على هباته فمن رأى هبات اللَّه لا يسعه إلا أن يسبح بحمده تبارك وتعالى ، كما قال خليل الرحمن عليه السلام حين وهبه اللَّه ولديه إسماعيل وإسحاق { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }

( إبراهيم : ٣٩ )

إذا آمنا أن الله هو الوهاب يعطي عباده بحكمة ويمنع لحكمة فمعنى ذلك ألا نحسد أحد على ما آتاه الله من فضله

وأن نرضى بما أعطى وبما منع فإن أُعِطيَ  الإنسان علم أن اللَّه عزَّ وجلَّ قد أعطاه برحمته ، وإن مُنِع علم أنّ الله تبارك وتعالى قد منعه بحكمته

حتى نلتقي دمتم في رعاية الله

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى