الرئيس السيسي: تناميًا ملحوظًا في حجم التعاون مع قبرص في مختلف القضايا والمجالات
كتب – يحيى محمد
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إننا نرحب بالرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس فى القاهرة، ضيفا عزيزا على مصر وشعبها، فى إطار حرصنا المستمر على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر حلو مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك العمل على مزيد من تعزيز علاقات التعاون بين مصر وقبرص، مما يحقق مصالحنا المشتركة، ويعدد من جهودنا لمواجهة التحديات الماثلة فى منطقتنا، ويسهم فى تحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية لشعوبنا.
اقرأ أيضًا: الرئيس السيسي: نسعى لإطلاق مجالات جديدة للتعاون مع قبرص لتحقيق مصالحهما المشتركة
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى الذى يجمع بينه وبين نظيره القبرصى، اليوم السبت، بقصر الاتحادية، قائلا: لا يخفى عليكم مدى تثميننا للعلاقات الخاصة التى تربط بلبدينا والتي تقوم على أرضية صلبة من التمازج الحضارى الذى ميز علاقات الشعبين المصرى والقبرصى تاريخيا، كما إننى فخور بالعمل الذى قمنا به معا على مدى السنوات الماضية، نحو تدعيم وتطوير صداقتنا الراسخة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تلك الفترة شهدت بلا شك تناميا ملحوظا فى حجم التعاون والتنسيق بين بلدينا، حيال العديد من الملفات والقضايا على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواء كان ذلك على المستوى الثنائى أو فى إطار ألية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، على نحو جعل من هذه التعاون الفريد نموذجا يحتذى به فى كيفية تحقيق التكامل على المستوى الأقليمى، وفى إطار التزامنا بالاستمرار على هذا النهج فى تقوية أواصل صداقتنا، يسعدنى أن أعلن عن اتخاذنا لخطوة مهمة وأكثر تقدما على صعيد توليد مزيد من الزخم فى علاقتنا الثنائية، حيث ترأس اليوم مع الرئيس القبرصى الاجتماع الأول لتدشين اللجنة الحكومية العليا بين البلدين، لتصبح إطارا لمتابعة مسارات التعاون الثنائى على أعلى مستوى فى البلدين فى توقيت مفصلى ومهم، إذ نسعى لتحقيق نقلة نوعية فى وتيرة هذا التعاون فى خضم تحديات إقليمية ودولية هائلة لا تخفى على أي منا، وإننى على ثقة فان هذه الخطوة سيكون لها انعكاس إيجابى ملموس على مجمل العلاقات بين البلدين من حيث تعميق وتكثيف مسارات العمل المشترك فى مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية، والتجارية والزراعية، والسياحية.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى أن ذلك فضلا على أن اللجنة العليا ستكون محفلا مهما لتبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية بشكل دورى ومستمر، وأن الشراكة الاستراتيجية التى قمنا بتأسيسها فى شرق المتوسط تستوجب تنسيقا دائما يهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى، والالتزام بالدعم المتبادل إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفى هذا الإطار فقد أجريت اليوم على هامش الاجتماع الأول لتدشين اللجنة العليا للتعاون بين مصر وقبرص، مباحثات مثمرة وبناءة مع الرئيس القبرصى، شهدت توافقا ملحوظا فى وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك التى ناقشناها، حيث أكدت له خلال المباحثات على الموقف المصرى الثابت إزاء الوضع فى منطقة شرق المتوسط، والقضية القبرصية، والمستند إلى ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، خاصتا مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول وأهمية احترام الحقوق السيادية لدول المنطقة، اتصالا بمسألة التنقيب عن الغاز الطبيعى، والثروات الهيدروكربونية فى مناطقها الاقتصادية الخاصة طبقا للقانون الدولى، واتفاقيات تعيين الحدود البحرية ذات الصلة.
اقرأ أيضًا: رئيس قبرص: تدشين اللجنة العليا مع مصر خطوة جديدة لتعزيز الشراكة بين البلدين
من جانبه أعرب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، عن سعادته بزيارة القاهرة، موجهاً الشكر للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومؤكداً ما يجمع الشعبين المصري والقبرصي من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.
كما أكد الرئيس القبرصي أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسي من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون الثنائي، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة.
وعقد الرئيس السيسي مع نظيره القبرصي والوفد المرافق له، جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، حيث رحب الرئيس السيسي بالرئيس القبرصي والوفد الوزاري المرافق له في بلدهم الثاني مصر.
أعلن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عن انعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر وقبرص، صباح اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الاتحادية.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن أعمال اللجنة تأتي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس وبمشاركة الوزراء المختصين أعضاء وفدي البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللجنة العليا الحكومية والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي، ستتناول عدة جوانب هامة من العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في مجالات الدفاع والتعاون العسكري والأمن والطاقة والتجارة والاستثمار والنقل البحري والزراعة والتعليم والبيئة، والشباب.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اجتماعات اليوم الرفيعة المستوى تؤكد الإرادة المشتركة للبلدين لتعزيز إطار التعاون التقليدي بينهما وتطويره ليشمل مجالات جديدة، وكذلك ترسيخ الروابط العميقة وأواصر الصداقة التاريخية بين البلدين.
سوف يتم كذلك التباحث حول المستجدات على الساحة السياسية إقليمياً وفي شرق المتوسط وعلى المستوى الدولي خاصةً في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين الصديقين في المرحلة الراهنة، والتي تستوجب تكثيف التنسيق والتشاور بين مصر وقبرص على جميع المستويات، من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام.