أحمد عاطف آدم يكتب: فرائس وذئاب فيسبوكية ( ٦ )

نصحتها بأن تهمل زوجها المخلص كي أحل محله وأعوضها بعواطفي الغشاشة عن وهم انشغاله عنها، نعم أعترف بذلك. هذه كانت خطتي لاقتناص أول فرصة ذهبية تقربني أكثر ومن ثم أنفرد بها وأسيطر عليها وحدي، فقلب المرأة كما تعلم متعلق بأذنيها.. وإليك باقي التفاصيل صديقي الكاتب وأنا في لحظة صدق لا أمر بها كثيرًا ، أو علي ما أظن هي لحظة تعادل منحة إلهية لقرائك.

يهمك.. أحمد عاطف آدم يكتب: فرائس وذئاب فيسبوكية (٥)

“ن” تمادت في عصيان زوجها وأساءت معاملته بفضل نصائحي اللعينة وإغراقها في بحر من المشاعر الكاذبة والأوهام بأنه جاحد لا يطاق، وحقائق أخرى مضللة قصدتُ زرعها في نفسها، بصراحة مطلقة كنت أكره وسامته التي حرمني الله منها – ورغم أنني لا أركز مع هذا الأمر كثيرًا بشكل ظاهر، إلا أنه ربما يكون نوعًا من الإسقاط اللاإرادي والرغبة الدفينة في الانتقام من هذا النقص، كذلك فإن جمال زوجته واستعدادي للخيانة بكل أنواعها كانت أسبابًا حاضرة.

كما شجعني خضوعها الواضح وسهولة تشكيلها وضعف إيمانها بأهمية شريك حياتها وبذله كل ما بوسعه لإرضائها، الدليل علي ذلك عندما عاتَبْتْهُ علي رتم حياتهما الخالي من المشاعر حسب رؤيتها،، قبَّلها وهداها بالذهب،، لكن السؤال يبقى مبهم الإجابة بالنسبة لي.. لماذا فرشت أسرارها علي سرير “الجروبات الفيسبوكية” ليحاوطها الرجال من كل اتجاه، كذلك بوحها علي الملأ بانطباعاتها السلبية تجاه زوجها وبأنه رجل “غير رومانسي” – هل هو مجرد فراغ وقت اضطرها للوقوع في طريقي وطريق غيري!؟

أصبحتُ في حيرة شديدة من أمرها العجيب، لماذا أيضا إدمانها مجرد الحديث اليومي معي دون تجاوز – هل لأن زوجها يمنحها حقوقها كاملة كما ذكرتْ أم أن تربيتها وبيئتها يمنعانها من التمادي والوقوع في أحضان الخطيئة، سألتُها شغفًا عن السبب علي غير عادتي المتبعة مع نساء تلك المواقع – لماذا وافقتي على صداقتي والفضفضة معي بدلًا من فعل ذلك مع والدتك مثلًا؟! ، فأخبرتني بأن والدتها من جيل مختلف عن جيلها ولن تفهمها، وبأنها عندما حاولت فعل ذلك كانت إجابة والدتها روتينية لم تعجبها وهي: “الراجل بيشتغل مهندس يعني شايل مسئوليات كتيرة، وكمان مش مقصر معاكي يبقى تحمدي ربنا علي النعمة اللي انت فيها، ولما عاتبتيه راضاكي وجابلك هدية – هيعمل أيه تاني!”.

هنا تستطيع أن تدرك يا صديقي بأن أحد أهم أسباب تلك السقطات التي أدت لتعدد حالات الطلاق هي الفجوة الكبيرة بين السيدات المتزوجات وأمهاتهن، عندما فقدن النصيحة سواء قبل أو بعد زواجهن، فتلك السيدة التي أسقطت أمها من حسابات مشورتها عند الحاجة، حاولت أن تلجأ لهذا العالم الهلامي وتعرض نفسها لصدمة كانت في غنى عنها.

وللحديث بقية..

 

زر الذهاب إلى الأعلى