الكاتبة الشابة سهيلة أبو الليل لـ”بيان”: “محطة تغيير” نابع عن تجربة شخصية.. ووالدتي ساعدتني على تقديم أفكاري
حوار: إسلام فليفل
فتاة من صعيد مصر تعشق الكتابة ودائمًا تكتب في وجدانها العديد من الأوجاع والأحزان التي تتعلّق بهموم الآخرين، تُحبّ الشعر وتُريد كتابة البعض منه، وعندما عزمت على كتابة كتابها الأول ” محطة تغيير”، لم تفشل، وكان النجاح حليفًا لها، ونال كتابها إعجاب الكثيرين.. هي الكاتبة الشابة “سهيلة أبو الليل”، التي التقتها “بيان” في حوار بالتزامن مع إصدار روايتها الأولى.
وإلى نصّ الحوار:
في البداية نود أن نُطلع الجمهور عن كتابك”محطة تغيير”؟
محطة تغيير هو كتاب يجمع بين بعض الأفكار الهامة بعلم النفس التي تُساعد الإنسان أن يبحث بخبايا نفسه ليكتشف أهي بالفعل الشخصية التي كان يود أن يكون عليها ذات يوم أم هي نتاج تأثير الناس من حوله، ببساطة بعد قراءة الكتاب يستطيع القارئ أن يُجيب علي سؤال فكرته “من أنت؟!” ويتطرق أيضاً لبعض الأساليب المستخدمة في تكوين العادات، ويعرض بعض القصص الملهمة كقصة د مصطفي محمود وقصة هيلين كيلر، وأخيراً يتميز الكتاب بأن له طابع ديني، يربط بين التجارب الإنسانية التي توصل إليها العلماء والمحللين النفسيين إلا دلائل علي ما جاء به القرآن والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قبل ما يزيد عن 1400عام.
وهل الكتاب التجربة الأولى لـ”سهيلة أبو الليل” في عالم الكتابة؟
نعم الكتاب التجربة الأولي لي بمعرض الكتاب، ولكنها ليست الأخيرة، كتاب” محطة تغيير” لم يكن وسيلة لدخولي عالم الكتابة علي العكس إطلاقاً، كان مجرد فكرة حثتني علي التعبير عنها لعلها تُفيد غيري، ورأيت أن ما به لا ينبغي جيل الشباب ألا يكونوا علي دراية بالأساسيات البسيطة التي تمكنهم من التعامل مع أنفسهم وإدارتها بالشكل الصحيح، لذا قمت بكتابته ولم أكن أعلم أنه سبيلي لأن ارتبط اكثر بعالم الكتابة ومحاولة تعلم فنونها للتمكن أكثر منها، فقد تعلمت من الكتابة بعدها القدرة علي التعبيرعن أي قضية تُشغلني، وتوصيل أفكاري وأرائي بشكل يناسبني ومن ثم يناسب غيري، وهذه الرسالة التي أود أن أقدمها وأعكف علي القيام بها.
وهل إسم الكتاب”محطة تغيير” يرجع إلى وجود فترة ما احتاجتها”سهيلة” للتغيير من حياتها؟
نعم الكتاب نابع من تَجرِبة شخصية انقلبت بها حياتي رأساً علي عقب، استطعت من خلالها أن أكون الشخصية التي وددت يوماً أن أكون عليها، وأسعي دائما إلي تحسينها، ووددت لو كل الأشخاص علموا أن بمقدورهم تغيير أنفسهم، وأن المحيط حولنا لن يتغير إلا إذا تغيرنا نحن أولاً، حينها فقط يمكن أن نغيره.
وماذا عن الوقت الذي استغرقه الكتاب حتى تنتهي منه؟
حتي شهر نوفمبر الماضي لم أبدأ في الكتاب، كان مجرد فكرة وبعض المقالات علي جهازي، ولأن المعرض كان من المعهود أن يقام بشهر يناير، فعلمت أنني لن استطيع الوجود به لضيق الوقت، ولكن ما أن علمت أنه تم تأجيله إلي شهر يونيو حتي بدأت بالفور في كتابته وكان ذلك أثناء الدراسة وتعطلت عنه فترة الامتحان وأكملت بعدها في كتابته، حتي تسلمته دار المؤسسه للنشر والتوزيع للعمل علي تنسيقه ثم نشره، بعد أن خضع للجنة اختبار أشادت باستحقاقه للنشر.
كيف اختارت”سهيلة” فكرة الكتاب؟
فكرة الكتاب كما قلت سابقاً نابعة من مرحلة تغيير بحياتي، فشعرت أن كل إنسان بهذا الحياة يقف عند محطة معينة ولا يعود كسابقتها، وتمحورت فكرتي عن كيف يخرج الإنسان من هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة بل بمكاسب يمكن أن يحققها في شخصيته من خلال التعلم والانتباه إلي الرسالة التي يجب أن يدركها من خلف كل حدث يتعرض له.
من وجهة نظرك هل ترين الكتابة موهبة أم هواية؟
الهوايات مواهب بالأصل، ورأيي الشخصي أن أي إنسان يستطيع أن يكتسب أي مهارة بالتدرب عليها حتي الكتابة، ولكن أغلب الكتاب تكون لديهم الموهبه خاصة لأن الكتابة تحتاج إلي صبر وتركيز، وهذا لن يتوفر بالقدر الكافي لمكتسبي المهارة لمجرد الإلمام بها، فهي تحتاج الممارسة بحب، والانصياع لعالم الخيال الذي يلحق علي الكاتب للتعبير عنه، بينما أي موهبة دون تدريب كأن تزرع وردة وتنسي سقيها، فلن تنضج بالشكل الجميل الذي يجذب الناس، وأميل دائما لهذة المقولة “النجاح ١% موهبة، ٩٩% جهد وتدريب”.
مَن مِن الكتاب تفضلين القراءة له؟
حقيقةً، لا أميل لكاتب معين، ولكن لنوع كتب معينة، ككتب علم النفس وتنمية العادات والمهارات، وكتب السيرة والشخصيات، بينما الروايات قلما تستهويني إلا إن كانت ذات مغزي بنهايتها.
حدثينا عن ما تطمحين إليه في المستقبل ؟
أطمح أن أقدم الكتب التي أود أن اقرأها، فقلت سابقاً أن ليس لدي كاتب مفضل، فأود أن أكون أنا كاتبتي المفضلة، بأن أصنع مزيج بين الأسلوب الروائي الرائع بروايات ذات مغزي وأثرعميق في مكنونها، ليس مجرد سرد لعالم من الخيال لن يستفيد قارئه سوي بالمتعة من وراءها، ولا أقلل من هذا النوع فهو مطلوب لبعض الوقت، ولكن هذا الاتجاه الذي أفضله، وأفضل القراءة به والكتابة أيضاً.
وهل تلقيتِ دعم عنما فكرتي بالكتابة؟
لم يكن هناك من يدعمني في هذا الأمر سوي والدتي، فمنذ أن علمت أنني أعمل علي كتاب ساعدتني حتي خرج إلي النور، وهي من قامت بطباعته لي كي تساندني في تقديم أفكاري ودعم موهبتي، وبالفعل قدمت إهدائي بالكتاب إليها، وهي تستحق أكثر من ذلك، وبنهاية هذا الحوار أود أن أشكرها كونها أُمي وجيشي الوحيد.