أمل محمد أمين تكتب: ربح بالإكراه

سمعت صوتها حزينا يقول” ربنا يكرمك يا بنتي ويحفظ لكي أولادك” استدرت لأجد إمرأة شابة في الأربعينيات من عمرها وتمسك بيديها عكاز.

” ساعديني عندي أولاد يتامى وأنفق عليهم لوحدي”

نظرت إليها جيدا كانت منقبة، فمعظم السيدات اللاتي يمتهن التسول يخفين وجهوهن.

كانت تلك المرأة تقف كل يوم في نفس المكان منذ خمس سنوات، وتأتي كل يوم في نفس الميعاد بطريقة تٌحسد عليها، فهي موظفة مثالية في الحضور والانصراف!

نَظرت إليها وتذكرت قصة الشحاذ الذي قبض عليه في واحدة من المناطق العشوائية المعروفة في مصر واتضح أنه يملك عقاريين ومليوني جنيه.

قصة مضحكة لكن حزينة، من يصدق أن التسول أصبح مهنة مربحة الى هذا الحد!

وربما يفسر هذا اقتتال الشحاذين على بعض المناطق، وهو عراك قد يصل إلى القتل.

لقد تحولت بعض ضواحي القاهرة الجميلة إلى ثكنات لشبكات من المتسولين الذين يعملون ليل نهار على جمع أموال المتعاطفين الذين يقتطعون من قوت يومهم ليعطوا من لهؤلاء المجرمين.

ولم يعد التسول مهنة فقط،  بل شبكة لها أعضاء في كل مكان مكونة من أطفال الشوارع والنساء والرجال والكثير منهم يحمل سجل إجرامي ويدمن المخدرات.

وفي معظم دول العالم يوجد شرطة لمكافحة التسول لكن مؤخرا أصبح المتسولين يجولون بجوار أمناء الشرطة ويكونون معهم صداقات وعلاقات طيبة!

واذا كان هذا وضع المسئول عن الظبط والمنع، فعلينا نحن المواطنين أن نوقف التسول والمتسولين ولن يحدث هذا إلا إذا إمتنعنا تمامًا عن إعطاء أي مال مهما كان قليلا للشحاذين .

وأن نتذكر أن هناك من هم فقراء ومساكين يستحقون إعانتهم عن طريق بيت المال أو الجمعيات الخيرية المرخصة والشرعية، وتلك الجمعيات تملك المقدرة للوصول إلى مستحقي الزكاة والصدقة الفعلين بعيدا عن عصابات التسول.

 

زر الذهاب إلى الأعلى